العودة للخلف

مجموعة البريكس في قمة جوهانسبرغ… بداية النهاية لهيمنة الدولار الأمريكي؟

الدول الخمسة لعملة البريكس موضوعة اعلامها فوق طاولة

مجموعة البريكس التي تهدف لأصدار عملة موحدة  ستحل محل عملات مجموعة البريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. تم اقتراح العملة لأول مرة في عام 2013، ومنذ ذلك الحين تم إجراء العديد من المناقشات حول إمكانية إصدارها.

هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى إصدار مجموعة البريكس  لعملة البريكس الموحدة. حيث ستساعد العملة في تقليص اعتماد دول مجموعة البريكس على الدولار الأمريكي، مما يمنحها مزيدًا من الاستقلالية الاقتصادية. كما ستساعد أيضاً العملة في تسهيل التجارة بين دول مجموعة البريكس، مما سيؤدي إلى نمو اقتصادي أكبر.

بالإضافة إلى ذلك ستسهم العملة في استقرار الاقتصاد العالمي، حيث ستصبح عملة مجموعة البريكس احتياطية منافسة للدولار الأمريكي. ومع ذلك، هناك أيضًا بعض التحديات التي ستواجهها عملة مجموعة البريكس الموحدة. التحديات تتمثل في استقرار عملة البريكس،بالتأكيد لن يقبلها التجار إذا كانت عرضة للتقلبات.

بالطبع ستحتاج الدول الأعضاء في مجموعة البريكس إلى أن تكون على استعداد للتعاون بشكل وثيق، حيث ستحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية إدارة العملة وكيفية استخدامها.

وعلى الرغم من التحديات، فإن عملة مجموعة البريكس الموحدة لديها القدرة على أن تكون محركًا للنمو الاقتصادي العالمي. إذا تم إصدارها بنجاح، ستساعد في تقليص اعتماد دول مجموعة البريكس على الدولار الأمريكي، وتسهل التجارة بين دول البريكس، وتساعد في استقرار الاقتصاد العالمي. لنتعرف على كل ما يتعلق بعملة مجموعة البريكس سوياً في مقالنا التالي.

جدول المحتوى

ما هي مجموعة البريكس

هي مجموعة من الدول التي تسيطر على قسم واسع من الاقتصاد العالمي، وتتضمن 5 دول هي روسيا، الصين، البرازيل، الهند وجنوب إفريقيا (BRICS).

Brazil – Russia – India – China – South Africa

تمتلك هذه الدول العديد من المؤهلات التي يمكن أن تعزز من تأثيرها على السوق المالية. وكذلك تُسهّل لها إطلاق عملتها الجديدة. على سبيل المثال تمتلك دول مجموعة البريكس 25% من حجم الاقتصاد العالمي، 27% من مساحة العالم، 40% من سكان العالم وتنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.

اقرأ أيضًا: الاستثمار في أسهم توتال

ما هي عملة مجموعة البريكس

هي العملة الجديدة المقترحة لتسوية المبادلات التجارية بين دول مجموعة البريكس، عوضاً عن الدولار الأمريكي. وقد بدأت الصرخات الأولى التي تدعو لإنشائها منذ أكثر من 10 أعوام، لكن تزايدت المطالب في الفترة السابقة. بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا، حيث حجزت على ما يقارب 60 مليار دولار من احتياطياتها.

ونتيجة لهذا فإن دول مجموعة البريكس والدول الأخرى التي تمتلك احتياطات عالمية من الدولار. دقت ناقوس الخطر وبدأت تبحث عن عملة أخرى لكي تقي نفسها من أي عقوبات محتملة في الفترات القادمة.

كذلك فإن دول الخليج اتجهت إلى دعم إنشائها بسبب العلاقات الاستراتيجية التي تربطها مع الدول الغربية. ورغبة منها أيضاً بتوزيع مخاطرها على أكثر من عملة مالية واحدة. وفي 22 – 24 آب 2023 ستعقد دول مجموعة البريكس قمة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، والتي من المحتمل أن تشهد إطلاق عملة مجموعة البريكس رسمياً.

اقرأ المزيد: مؤشر الدولار الأمريكي

لماذا تسعى العديد من الدول إلى إيجاد بديل للدولار؟

هنالك العديد الأسباب التي شجعت الدول على إيجاد بديل مناسب للدولار، كإنشاء عملة مجموعة البريكس مثلاً.

على سبيل المثال إن أسعار الفائدة في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، شهدت ارتفاعاً كبيراً لوقف عملية التضخم المالي. كذلك الحرب التجارية ضد الصين، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد حرب روسيا وأوكرانيا.

علاوة على ذلك فإن حلفاء أمريكا أجروا معاملات بغير عملة الدولار، كفرنسا بعد أن شددت أمريكا عقوباتها. وقد صرح الرئيس الفرنسي قائلاً إن أوروبا يجب أن تقلل من الاعتماد على الدولار، من أجل أن تحافظ على استقلاليتها الاستراتيجية. وكذلك من أجل أن تتجنب التبعية للولايات المتحدة.

في عام 2022 شهد مؤشر الدولار الأمريكي هبوطاً بنسبة 8٪ من مجمل حصته داخل الاحتياطات العالمية. وهذا ما آثار الشك والتساؤل حول إمكانية انقضاء هيمنة الدولار على الأسواق العالمية.

للمزيد: السوق الأمريكي للأسهم “بوابة الاستثمار العابرة للقارات”

هل ستشكل عملة مجموعة البريكس المقترحة تهديد للدولار الأمريكي

ترددت الأنباء حول طرح عملة مجموعة البريكس قبيل قمة البريكس الخامسة عشرة التي ستعقد في جنوب أفريقيا في 22 أغسطس، وفي هذا السياق، نفى ليزلي ماسدورب (Leslie Maasdorp)، نائب الرئيس والمدير المالي لبنك التنمية الجديد (NDB) (وهو مؤسسة مالية أنشأتها مجموعة دول “بريكس” للأسواق الناشئة)، صحة الأخبار التي تم تداولها مؤخراً حول نية المصرف إصدار عملة مشتركة، وذلك وفقًا لتقارير بلومبرغ.

يرتبط هذا الاقتراح بالديون الأمريكية الهائلة التي تجاوزت 31 تريليون دولار أمريكي، مما يعتبر عاملاً إضافياً يؤثر سلباً على قوة عملة مجموعة بريكس المقترحة. على سبيل المثال, تُعد الصين (وهي من الدول الأعضاء في بريكس) ثاني بلد تدين له الولايات المتحدة الأمريكية ضمن القائمة التي تضم الدول التي تمتلك أكبر حصة من الديون الأمريكية وفقاً لتقرير البنك الدولي الصادر في يناير 2023, وهي:

  • اليابان بإجمالي 1.1 تريليون دولار
  • الصين 859 مليار دولار
  • المملكة المتحدة 668 مليار دولار
  • بلجيكا 331 مليار دولار
  • لوكسمبورغ 318 مليار دولار

لذلك قد لا ترغب الدول بتخفيض قيمة الدولار، بل إنها تبحث من خلال إنشاء عملتها الجديدة عن استقرارها الاقتصادي. وتسعى للتعامل بها فيما بينها دون التخلي عن الدولار في المعاملات العالمية. وكما ذكرنا سابقاً تهدف من إنشائها إلى حماية نفسها من أي عقوبات أمريكية محتملة.

قد يهمك أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الأسهم

تاريخ وبداية حكاية عملة مجموعة البريكس

حديثاً أقدمت دول مجموعة البريكس على الطلب من بنك التنمية الجديد، والذي يقع مقره في شنغهاي. أن يقدم لها إرشادات حول طريقة تأسيس عملة  مجموعة البريكس المشتركة الجديدة، من أجل تسهيل تنمية الاقتصاد العالمي. وحماية دولها الأعضاء من العقوبات.

على الرغم من ذلك فإن عملة مجموعة البريكس إلى الآن لا تزال تحت المراجعة والتطوير، ويفترض أنها ستمكِّن الدول التي ستتعامل بها من تعزيز استقلالها الاقتصادي. والتنافس مع النظام المالي الدولي الحالي.

في شهر آذار 2023، أكَّد ألكسندر باباكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي. أن روسيا تقوم الآن بالعمل على إنشاء وتطوير عملة جديدة، لكي يتم استخدامها في التجارة بين دول تجمع البريكس. علاوة على ذلك إنّ دولة روسيا كانت أول من تصادق على اتفاقية لإنشاء تجمع احتياطي من الأوراق المالية الأجنبية بقيمة 100 مليون دولار.

يُعرف هذا التجمع باسم ترتيب الاحتياطيات الطارئة، وهو في الأساس يعني تخزيناً للعملات الأجنبية.ةبحيث يمكن لأي دولة من دول التجمع اللجوء إليه إذا احتاجت إلى ذلك. وذلك قبل إنشاء عملة مجموعة البريكس أو حتى بعده.

أيضاً يُعد امتلاك احتياطي ضخم من العملات الأجنبية خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز استقرار اقتصاد دول التجمع. وهذا بدوره يعزز التجارة والسياحة، وغالباً ما يؤدي إلى انخفاض معدلات البطالة. حيث يأتي الاستقرار عادةً عندها على شكل أسعار ثابتة للصرف.

حديثاً اتجهت بعض الدول إلى استخدام اليوان الصيني في الصفقات التجارية بدلاً من الدولار. وكل هذا يشكل مقدمات لإنشاء عملة مجموعة البريكس التي قد تنهي حكم الدولار على الأسواق. كذلك أفادت تقارير بأن دول مجموعة البريكس قد بحثت في موضوع التعامل باستخدام عملة البيتكوين، التي تمتلك أضخم قيمة لعملة مشفرة.

اقرأ أيضًا: تعدين البيتكوين (Bitcoin Mining)

هل سيتم تغطية عملة البريكس بالذهب؟

في الواقع تسعى الدول الأعضاء في التجمع إلى إنشاء بنك مركزي جديد، وإيداع الذهب فيه وطرح ما يسمى ذهب مجموعة البريكس! هذا الذهب سوف يتم استعماله في المبادلات التجارية، فبدلاً من الدفع بالدولار الأمريكي، يتم الدفع عن طريقه. وهذه الخطوة تتطلب قبول الدول الأعضاء بأن يتم دفع ثمن سلعها بـ ذهب مجموعة البريكس هذا الذي تم اقتراح إنشائه حالياً.

لكن كيف سيحصل عليه الذي يريد شراء السلع من هذه الدول؟

هنالك طريقتان محتملتان للحصول عليه من أجل عمليات البيع والشراء، الأولى عن طريق شراء الذهب وإيداعه في بنك البريكس. أما الثانية فهي طلب قرض من البنك للحصول على ذهب مجموعة البريكس من أجل استعماله.

اقرأ المزيد: ما هو مؤشر أسعار المنتجين PPI ؟

الدول التي اتجهت إلى الدخول في مجموعة البريكس

هنالك العديد من الدول التي اتجهت إلى دخول التحالف مع الدول التي تهدف إلى إنشاء عملة البريكس. وهذه الخطوة لربما قد تضيف المزيد من الضغط على الدولار الأمريكي. وقريباً قد يميل النظام المالي في السوق العالمية من الغرب إلى الشرق. وهذا ما يسهم في خلق اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب. وقد يكون لهذا دور كبير في تغيير اتجاه التجارة العالمية، من الدفع باستخدام الدولار إلى الدفع باستعمال عملة مجموعة البريكس المقترحة.

أما عن الدول التي طلبت الانضمام إلى مجموعة البريكس فإننا نذكر منها:

  • المملكة العربية السعودية، سوريا والإمارات.
  • أفغانستان، الجزائر، الأرجنتين والبحرين.
  • بنغلاديش، بيلاروسيا، مصر وإندونيسيا.
  • إيران، كازاخستان، المكسيك ونيكاراغوا.
  • نيجيريا، باكستان، السنغال والسودان.
  • الولايات المتحدة، تايلند، تونس وتركيا.
  • أوروغواي، فنزويلا وزيمبابوي.

للمزيد: ما هو الفوركس

الحملات ضد عملة الدولار في إفريقيا قبل إنشاء عملة مجموعة البريكس

إن رئيس دولة كينيا وليام روتو قد استنكر استعمال عملة الدولار في التجارة العالمية. وصرح بأن إفريقيا يجب عليها أن تروج لعملاتها المحلية وتدفع من خلالها. عند البيع والشراء وسداد المدفوعات فيما بينها خلال عملية التجارة، وليس عن طريق استعمال الدولار. والهدف من ذلك مساعدة الشركات الإفريقية والاقتصاد في الدول، لأجل أن يحافظ على نفسه في ظل الهيمنة الغربية.

عقب ذلك أشار وليام إلى أن بنك التصدير والاستيراد الإفريقي Afrexim، يعمل الآن على بناء منصة تمكن المتداولين من الدفع بالعملات المحلية. كما سيتم التعامل بتلك العملات أثناء التجارة بين الحدود في الدول الإفريقية المختلفة. كما أكد إنه ليس داعماً للدولار، لكنه يؤيد فكرة التداول بالدولار، عند التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ثم بعدها قال: نحن لسنا ضد عملة الدولار الأمريكي، لكن ما نريده فقط هو الحصول على فرصة التجارة بحرية أكبر. لندفع لأمريكا بعملة الدولار ما نشتريه منها، ولكن لندفع بعملتنا المحلية ما سوف نشتريه من جيبوتي.

ومن بين الحملات الأخرى الإفريقية، صرح المفوض السامي لجنوب دول إفريقيا في الهند. أنه ضد هيمنة الدولار على الاقتصاد المالي العالم، وذلك بحسب تقرير نشر في موقع The print الهندي.

للمزيد: ما هي العملات المشفرة

الدول المستنكرة لسيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي

عموماً فإنه ليس فقط إفريقيا هي التي تحاول إيجاد بديل للدولار الأمريكي، حيث انضم عدّة قادة عالميون من البلدان النامية. إلى دعوات القضاء على الدولار في التجارة المالية، أي أنه يجب أن تتم المعاملات بين الدول بعمل أخرى غير الدولار.

ففي نيسان من عام 2023، تبين أن رئيس البرازيل لويس إيناسيو خلال زيارته لدولة الصين. قد وجه نداء شديداً مخاطباً فيه دول العالم من أجل تبادل التجارة من خلال استخدام العملات المحلية. قائلاً: لماذا لا يمكننا الاتجار باستعمال عملاتنا الحصرية؟

بعد هذا أقدمت البرازيل والصين على عقد اتفاق من أجل التخلي عن التعامل بالدولار للتجارة الثنائية بينهما. كما بينت تقارير أن دولة الأرجنتين قررت أن تدفع سعر الواردات من الصين باستخدام اليوان الصيني.

علاوة على ذلك قررت الحكومة الهندية في هذا العام خلال شهر آذار 2023. أن البنك الاحتياطي الهندي سوف يسمح باستلام مدفوعات وقيم صادرات التجارة الدولية عبر الروبية الهندية، وذلك لـ 18 دولة مختلفة. كذلك فإن مصر بسبب الانخفاض التي تشهده عملتها مقابل الدولار الأمريكي اليوم، تسعى بشكل كبير جداً إلى تسوية التجارة مع بعض الدول.

مثال على تسوية التجارة بين بلدين

على سبيل المثال روسيا، الصين والهند باستعمال العمل المحلية للدول المنضمة للتجمع الدولي المستنكر لسيطرة الدولار. كذلك فإن فرنسا أصبحت الدولة الأوروبية الأولى التي تتخلى عن التعامل بالدولار الأمريكي، في تجارة الغاز مع الصين. حيث سعت إلى الدفع بعملة اليوان الصيني بدلاً من الدولار، وهذه كانت بمثابة خطوة تحول كبيرة في المعاملات المالية. أيضاً عملت باكستان على تسوية التجارة بالنسبة للواردات النفطية الروسية، من خلال الدفع باليوان الصيني.

أخيراً فإن الصين وروسيا تحاولان إقناع الكثير من الدول بالتعامل باليوان الصيني بدلاً من الدولار الأمريكي. إذ تواصلت روسيا في وقت سابق مع السعودية والدول النفطية الأخرى، وطلبت منهم قبول عملة مجموعة البريكس بعد إصدارها. وكل هذا يشكل سبباً محتملاً لقبول عملة البريكس في المستقبل، وتقويتها مما يزيد احتمال إزالة الدولار من الأسواق العالمية.

قد يهمك أيضًا: الاستثمار في الأسهم أم الاستثمار في السندات؟

تأثيرات انضمام الدول العربية ولا سيما الخليجية إلى مجموعة البريكس

في وقت سابق، أرسلت السعودية طلباً بشكل رسمي من أجل الانضمام إلى مجموعة البريكس، وذلك حسب ما أورد تلفاز بلومبرغ. كذلك أكد سفير جنوب إفريقيا أن 5 دول تابعة للشرق الأوسط، أبدت رغبتها في الانضمام لتجمع عملة البريكس.

هذه الدول هي البحرين، الإمارات، السعودية، الجزائر ومصر. وذكرت بعض التقارير أن دولة العراق التي تعتبر مصدراً كبيراً للنفط العالمي، أظهرت اهتمامها بالانضمام للتجمع. وهذا ما يشير إلى أن العراق ستقبل عملة مجموعة البريكس المقترحة، ولا سيّما أن صادرات نفط العراق في معظمها تذهب للأسواق الآسيوية.

بناء على ذلك إذا أقرّت هذه الدول تسوية المدفوعات التجارية للنفط والغاز بـ عملة مجموعة البريكس الناشئة. فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض في قيمة الدولار، الجنيه الإسترليني واليورو.

في القمة العربية الصينية عام 2022 التي عقدت في السعودية، قال الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة. أن السعودية هي أضخم شريك في التجارة لمجموعة دول مجموعة البريكس في منطقة الشرق الأوسط.

كذلك أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تشترك في تبني القيم الأساسية مع دول مجموعة البريكس، وهي الإقرار بأن علاقات الدول تقوم على الاحترام، السيادة وعدم التدخل، علاوة على ذلك الالتزام بالقانون الدولي والعمل الجماعي، وهي النقاط المرجعية الأساسية في التعاملات التجارية.

عموماً فقد ارتفع إجمالي تجارة السعودية مع مجموعة دول مجموعة البريكس بشكل كبير. حيث كان في عام 2017 حوالي 81 مليار دولار، وارتفع إلى 128 مليار في 2021. وانتهى المطاف في عام 2022 بتجارة قدرها 160 مليار دولار.

للمزيد: خيارات الاستثمار في صناعة التكنولوجيا المالية

دور المملكة العربية السعودية في مبادلة الدولار بين الدول وهل ستقوم بتمويل بنك مجموعة البريكس؟

إن بيع النفط في المملكة العربية السعودية والخليج يوفر سيولة ضخمة، تقدر بمئات مليارات الدولارات في الأسواق العالمية. حيث تعمل على تصدير ملايين البراميل من النفط كل عام، لصالح جميع دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.

علماً بأن أكثر الدول شراء النفط هما الهند والصين، وهما من أعضاء مجموعة البريكس. مما يجعل خطوة التخلي عن البيع بالدولار والتعامل بـ عملة البريكس خطوة سهلة إذا اتفقت الدول الثلاثة مع بعضها.

هنالك تقارير عدة تفيد بأن المحادثات جارية مع المملكة العربية السعودية، من أجل تمويل بنك مجموعة البريكس. أي بنك التنمية الجديد (NDP)، وذلك في حال انضمامها للتحالف. هذا البنك الذي تم إنشاؤه عام 2014. وسيشكل تمويل المملكة العربية السعودية الذي من المحتمل أن يحدث، خطراً كبيراً على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية. وبحسب الصحف البريطانية فإن انضمام السعودية إلى البنك، من شأنه أن يزيد من القوة المالية المرتبطة بالبنك.

اقرأ أيضًا: سهم امازون: هل هو استثمار جيد في عام 2023؟

موقف الولايات المتحدة تجاه التغيرات السابقة وإنشاء عملة مجموعة البريكس

إن التقارير الغربية تقلل من المخاوف المحتملة بشأن عملة الدولار، وترى أن إضعاف الدولار في الأسواق المالية أمر ممكن. إذ أخذت عملات أخرى حصة أكبر في التجارة العالمية، لكن يرون أنه من المستحيل أن تترك الدول العملة الخضراء. حتى لو أصبحت أكبر اقتصاد في العالم، وذلك حسب تقارير وردت من موقع businessinsider التابع للولايات المتحدة.

علاوة على ذلك أشار محللو JPMorgan إلى أنه على الرغم من نمو الصين. إلا أن همينة الدولار على السوق العالمي لن تنقضي قريباً.

من جانب آخر قالت وزيرة خزانة الولايات المتحدة أنه على الأمريكيين. أن يتوقعوا حدوث انخفاض قليلٍ في مكانة الدولار كاحتياطي عالمي، لكن أشارت إلى أنه من غير الممكن لأي عملة أخرى أن تحل محل الدولار.

كذلك فإن الديون الأمريكية البالغة ما يقارب 30 تريليون دولار. تشكل عاملاً آخراً يطمئن الولايات المتحدة حول عدم استبدال عملتها بعملة مجموعة البريكس المقترحةِ. وأيضاً تقلل من احتمال حصول انخفاض كبير في سعر الدولار الأمريكي. بسبب الضرر الذي سوف يلحق دول التجمع التي لها ديون عليها إثر ذلك.

للمزيد من المقالات: 10 نصائح للمبتدئين في عالم الاستثمار

السيناريو السلبي في عملة مجموعة البريكس

يجب التنويه أن عملة مجموعة البريكس حتى تاريخ صدور المقال ليست عملة رسمية ولا يوجد أي اتفاق رسمي بين الدول الخمسة لحد الآن. وأن إنشاء عملة البريكس الموحدة يعني وجود بنك مركزي واحد لجميع دول الأعضاء مما يعني أن دول الأعضاء ستتخلى عن سياستها النقدية لصالح عملة البريكس الموحدة ليصبح بدوره البنك المركزي الموحد في عملة البريكس الجهة المعنية بإصدار السياسات النقدية لكل دول الأعضاء. لذلك من الصعب جداً أن تتخلى كل دولة عن عملتها لأنه سيكون من الصعب التنسيق في الدورات الاقتصادية لكل بلد على حِدَى.

للمزيد: الاستثمار في قطاع الاتصالات, دليلك الكامل

تأثير الدورة الاقتصادية على عملة مجموعة البريكس

من المتعارف عليه في الدورة الاقتصادية لأي دولة عندما يكون هناك ازدهار يقوم البنك المركزي للدولة برفع الفائدة وعند وصول الدورة الاقتصادية إلى الركود يقوم البنك المركزي للدولة بتخفيض الفائدة.

السؤال الأهم هنا هل ستكون الدورة الاقتصادية هي ذاتها في جميع دول الأعضاء؟ وهذا شيء صعب جداً. لنفترض جدلاً أن عملة مجموعة البريكس أصبحت عملة رسمية لدول الأعضاء وكان هناك ازدهار في الصين والهند وقام البنك المركزي في عملة مجموعة البريكس برفع الفائدة وكانت باقي الدول بحالة ركود اقتصادي بالتأكيد ستتحول حالة الركود في باقي البلدان إلى حالة ركود حاد بسبب رفع الفائدة وتزدهر دول على حساب دول أخرى. وهذا الأمر يهدد اقتصادات ناشئة كثيرة ترغب في الدخول لتجمع عملة مجموعة البريكس.

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك الاستثمار في الطاقة البديلة؟ وما مستقبلها؟

التجربة الأوربية الناجحة بتوحيد عملة اليورو

عندما بدء الاستعداد لإطلاق عملة اليورو الموحدة  في عام 1992 تم وضع معاهدة ماستريخت منها قررت دول الأعضاء لعملة اليورو في وضع معيار للانضمام في الاتحاد الأوروبي.

هذا المعيار يلزم دول الأعضاء تنسيق السياسة الاقتصادية فيما بينها, حيث تم إصدار اليورو في عام 1999. بالطبع إن تنسيق السياسة الاقتصادية ليس بالأمر السهل وكان هذا أحد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020.

خطوات بناء عملة موحدة

  1. يجب أن تكون هناك منطقة تجارة حرة بين دول الأعضاء لهذه العملة أي لا يوجد جمارك بين الدول.
  2. منطقة جمركية موحدة لدول الأعضاء.
  3. حرية انتقال رؤوس الأموال والعمالة بين دول الأعضاء.
  4. الوحدة النقدية وهي إصدار العملة بشكل علني ورسمي.
  5. مستوى تبادل تجاري بيني يحقق للدول المشاركة اكتفاء ذاتي من السلع والخدمات بحيث تستغني عن الاستيراد من دول أخرى.

للمزيد: ما هي قائمة فورتشن 500

التجربة العربية لمجلس التعاون الخليجي

دول الخليج المتمثلة بالدول التالية (السعودية – الامارات- الكويت- عمان- قطر- البحرين) قامت بإنشاء مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 ورغم التاريخ واللغة وجغرافية الخليج العربي المشتركة ووصول التجربة الخليجية إلى الخطوة الثالثة من خطوات بناء عملة موحدة. ولكن تعثرت في الخطوة ما قبل الأخيرة وهي إصدار العملة. حيث كانت الأسباب متنوعة مثل الاختلاف على مكان البنك المركزي لهذه العملة وعلى اسمها وعلى أمور كثيرة أخرى. مما أدى في النهاية إلى فشل العملة الموحدة في الخليج العربي.

تجربة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)

تتمثل هذه التجربة في عشر دول موجودة في جنوب شرق آسيا (فلبين- بروناي دار السلام- فيتنام- ماليزيا- كمبوديا- سنغافورة- إندونيسيا- تايلاند- ميانمار- لاوس)

بدأت الاتفاقية بين هذه الدول في عام 1967 ورغم الثقافة والجغرافيا المشتركة لهذه البلدان. ولكن التجربة فشلت قبل أن تبدأ حيث تم الاختلاف بين دول الأعضاء في المرحلة الأولى التي تمثل وجود منطقة التجارة الحرة.

اقرأ أيضًا: ما هي طلبات إعانة البطالة الأمريكية؟ وما علاقتها بسوق الأسهم؟

الخلاصة

في ختام مقالنا حول عملة مجموعة البريكس نرى أن عملة مجموعة البريكس لن ترى النور في السنوات العشر القادمة لأن مشروع بريكس يواجه مشاكل موضوعية واقتصادية. ويحتاج لتحضيرات كثيرة أولها أن تكون هناك منظمة رسمية تضم دول الأعضاء ثم تبدأ في دوامة الإجراءات المعقدة التي تستغرق أعوام طويلة تمهيداً للعملة الموحدة ولكن كما نعلم هذه الإجراءات لم تبدأ بالأصل. فهل هناك معجزة ستحدث وتولد هذه العملة أم ستبقى مجرد حلم لدول مجموعة البريكس.

بقلم الأستاذ: أحمد قدحنون

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • تنصيف البيتكوين
  • قائمة المركز المالي
  • سهم شمس
  • سهم-الإنماء