العودة للخلف

2022، عامٌ للنسيان.. جولة على أداء أهم المؤشرات والأسهم

2022، عامٌ للنسيان .. جولة على أداء أهم المؤشرات والأسهم

مر العام 2022 ثقيلاً على المستثمرين ورجال الأعمال، وطغى فيه اللون الأحمر على الأخضر، ومع انقشاع غبار العام بات بالإمكان تقييم النتائج.

ربما لا يختلف اثنان بأن العام 2022 لم يكن عاماً مثالياً، ولا سيما من الناحية الاقتصادية، فلم يكد العالم يخرج من أزمة وباء كوفيد-19 حتى دخل في سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضاً، بدءاً من الحرب الروسية الأوكرانية وتعطّل سلاسل الإمداد والمستويات القياسية للتضخّم وارتفاع أسعار الغذاء وغيرها الكثير من الأزمات التي أرهقت كاهل العالم وأدخلته في حالة طوارئ اقتصادية، فكيف كان العام 2022 بالنسبة للمستثمرين، وكيف كان أداء أبرز القطاعات والأسهم والمؤشرات؟

العملات المشفّرة … الضحيّة الأكبر!

لعلّ المستثمرين في العملات المشفّرة (الكريبتو) كانوا أكبر ضحايا العام 2022، إذ لا يمكن وصف الحال الذي مرّت به هذه العملات بأقل من كلمة “انهيار” بعد الضجّة والشهرة الكبيرة التي حظيت بها مع بدايات العام، وبدأ الجميع يتحدث عن كونها مستقبل العملات، بالإضافة إلى رواج العملات الرمزيّة غير القابلة للاستبدال، أو ما يُعرف بـ NFTs، والميتافيرس وغيرها الكثير من التقنيات المُرتبطة بها.

عملة بتكوين مثلاً، وهي أهمّ وأشهر العملات المشفّرة وأكثرها موثوقية، انخفضت قيمتها من حدود 47 ألف دولار في مطلع العام إلى حوالي 16,500 دولار في نهاية العام 2022، والأمر نفسه انسحب على ثاني أهم العملات، وهي عملة إيثيريوم ETH التي انخفضت قيمتها من قرابة 4000 دولار إلى أقل من 2000 دولار.

اقرأ أيضاً: إن كان الذهب الملاذ الآمن في الأزمات فلماذا يستمر بالهبوط؟

أما الخبر الأكثر أهمية فربما كان إعلان إفلاس إحدى أهم بورصات العملات المشفّرة، FTX، بعد أن وصلت قيمتها السوقية إلى أكثر 32 مليار دولار، إذاً، يمكن وصف العام 2022 بالشتاء القاسي للغاية بالنسبة للعملات المشفّرة، ويبقى علينا أن ننتظر العام 2023 لنرى ما إذا كان هذا الشتاء سيستمر أم أن الربيع سيبدأ!

هبوط مدوٍّ لأهم المؤشرات الاقتصادية

لم يكن العام 2022 أفضل حالاً بكثير بالنسبة للعديد من المؤشرات الرئيسية، فمؤشر اس اند بي 500 مثلاً أنهى العام على انخفاض بنسبة 19.44% منخفضاً من 4,677 نقطة في بداية العام إلى 3,839 نقطة مع نهاية 2022، أما مؤشر داو جونز الصناعي فأنهى العام بانخفاض بنسبة 8.8%، ولعل الخاسر الأكبر كان مؤشر ناسداك الذي خرج من 2022 منخفضاً بنسبة 33.1%، ويُعتبر هذا العام الأسوأ من حيث الأداء بالنسبة للمؤشرات الثلاثة منذ العام 2008، ويعزو العديد من الخبراء هذا الأداء السيء إلى إجراءات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من حيث رفع مستويات الفائدة في محاولة للحدّ من مستويات التضخّم القياسية.

كيف كان أداء كُبرى الأسهم في عام 2022؟

بالنظر إلى القطاعات والأسهم كلّ على حدة، يمكن القول بأن قطاعي التكنولوجيا والاتصالات كانا أكبر الخاسرين، في حين لم يكن العام بهذا السوء على قطاع الطاقة، وفيما يلي نظرة على بعض أهم الأسهم وأداءها في العام 2022:

دعونا نبدأ من عملاق صناعة السيارات الكهربائية، تسلا، التي أنهت العام 2022 بهبوطٍ مدوّ وضع رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، في مرمى النيران، حيث انخفضت قيمة أسهم الشركة من مستوياتها القياسية عند 342 دولارًا للسهم الواحد في مطلع العام 2022 إلى حوالي 123 دولاراً مع إغلاق الأسواق في 30 ديسمبر/كانون الأول، وانخفضت القيمة السوقية للشركة من حوالي 1.2 تريليون دولار إلى أقل من 400 مليار دولار، ليسقط ماسك عن عرش أغنى رجل في العالم.

اقرأ أيضاً: 7 أسباب تدفعك للاستثمار في الشركات الناشئة

أما شركة أمازون فلم تكن أفضل حالاً، وبعد المكاسب الكبيرة التي حققتها الشركة على وقع أزمة وباء كوفيد-19، وتوجه العالم إلى الاعتماد على التسوّق الإلكتروني في ظل ظروف الإغلاق ومنع التجوّل، خسرت أمازون معظم أرباحها خلال عام 2022 وانخفضت قيمة الأسهم من مستويات الذروة تقريباً عند 162 دولاراً إلى النصف تقريباً عند 84 دولاراً، أي أقل من مستويات ما قبل الجائحة، وتراجعت القيمة السوقية للشركة إلى حوالي 856 مليار دولار فقط، لتخرج من نادي التريليون!

وفي جولة سريعة على الأسهم التي أنهت العام بخسارة، يمكننا أيضاً إضافة أسهم شركات ميتا وآبل ومايكروسوفت وديزني وجنرال إلكتريك وغيرها الكثير، ويمكن القول بأن عام 2022 لم يكن عاماً للذكرى، ولا سيما بالنسبة لكُبرى الشركات التقنية.

ماذا عن قطاع الطاقة؟

على الجانب الآخر، لما يكن العام بهذا السوء بالنسبة لقطاع الطاقة، بل على العكس، فأسهم شركة إكسون موبيل العملاقة للطاقة مثلاً شهدت ارتفاعاً جيّداً للغاية من مستويات 68 دولاراً إلى حوالي 110 دولار خلال العام 2022، وارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من 454 مليار دولار، والحال نفسه مع شركة شيفرون التي ارتفعت أسهمها من 125 إلى 179 دولاراً خلال العام 2022، والعديد من شركات الطاقة الأخرى التي أنهت العام على مكاسب متفاوتة مثل شركات شِل وتوتال وكونكو فيليبس.

اقرأ أيضاً: الزعامة التكنولوجيّة…فتنة الحرب القادمة!

ويُعزى الأداء الجيّد لقطاع الطاقة خلال العام 2022 إلى ارتفاع أسعار الطاقة وانخفاض المعروض من النفط والغاز على وقع الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الطلب على الطاقة بعد بدء انحسار تأثيرات وباء كوفيد-19، وهكذا اتخذ قطاع الطاقة منحى ايجابياً على عكس الأسواق والمؤشرات الأخرى.

إذاً، يمكن وصف العام 2022 بالعام الأسود على قطاع الأسهم والبورصة، إذ شهدت العديد من الأسهم الكٌبرى والمؤشرات الرئيسية انخفاضاتٍ مدويّة، بما فيها S&P 500 وناسداك وداو جونز، كما شهد العالم انهياراً كبيراً لسوق العملات المشفّرة بعد بداية مبشّرة للغاية، فيما كان قطاع الطاقة الرابح الأكبر خلال هذا العام، ويبقى علينا أن ننتظر العام الجديد وما يحمله من مفاجآت، علّها تكون سارّة هذه المرة للمستثمرين.

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • اقتصاد الإمارات
  • سهم جرير
  • سهم الباحة