العودة للخلف

ما هي الاستثمارات البديلة؟ ولماذا ينصح بها الخبراء للعام 2023؟

ما هي الاستثمارات البديلة؟ ولماذا ينصح بها الخبراء للعام 2023؟

الاضطرابات والتقلبات الحادة في أسواق البورصة والأسهم

لفت أنظار المستثمرين مجدداً نحو الاستثمارات البديلة في العام 2023 بعد الاضطراب الكبير الذي شهدته أسواق المال والأسهم خلال العام الماضي 2022 وانخفاض معظم المؤشرات الرئيسية، بدأ الحديث مجدداً حول مصطلح “الاستثمارات البديلة”، فما المقصود بهذه الاستثمارات؟ وما أهم مزايا ومساوئها؟ ولماذا ينصح الخبراء بالاهتمام بها خلال العام الجديد 2023؟

ما هي الاستثمارات البديلة؟

يُمكن تعريفها ببساطة بأنها جميع الاستثمارات غير التقليدية، ونعني بالاستثمارات التقليدية تلك التي يتم تداولها بالبورصة عادة، مثل الأسهم والسندات، أو الأموال النقدية المودعة في البنوك وحسابات التوفير، ويُعرّف بعض الخبراء بأنها كل استثمار لا يتم تداوله في أسواق الأسهم. 

تشمل الاستثمارات البديلة مجموعة واسعة من الخيارات، ومنها:

  • الأسهم الخاصة:

     وهي أسهم في شركات مُغلقة غير مدرجة في الأسواق المالية، أي أسهم غير مطروحة للتداول العام في البورصات، ومن الأمثلة على هذا النوع من الاستثمار رأس المال المُخاطر (VC)، وهو شكل من أشكال الأسهم الخاصة، إلا أن الاستثمار هنا يتم في الشركات والمشاريع الناشئة والمُبتكرة في مرحلة مبكرة من عمرها، بحيث يتوقع المستثمرون مستقبلاً واعداً لهذه المشاريع، وكذلك رأس مال النمو (Growth Capital) والذي يهدف للاستثمار في شركات ناضجة تحتاج للتوسّع

 

  • صناديق التحوّط (Hedg Fund):

     أو المحافظ الوقائية، وهي أشكال خاصة من الصناديق الاستثمارية، مملوكة لصالح عدد محدود من المستثمرين ذوي الملاءة المالية المرتفعة، مثل المؤسسات الاستثمارية أو الأفراد الأثرياء، وتتضمن مجموعة متنوعة من الأصول تُدار من قبل أشخاص أكفاء وذوي خبرة، وتهدف إلى تحقيق عائدات كبيرة.

 

  • العقارات:

    مثل الأراضي والبيوت وغيرها، ويُعتبر من أهم أنواع الاستثمارات البديلة، ويتميز بكونه يدرّ دخلاً على صاحب العقار من خلال تحصيل قيمة الآجار، بالإضافة إلى احتفاظ العقار بقيمته وارتفاعها مع التضخّم.

 

  • البضائع والمُقتنيات المختلفة:

    مثل المنتجات الزراعية والمعادن الثمينة والنفط والغاز، بالإضافة إلى الأعمال الفنيّة والسيارات الكلاسيكية والعملات القديمة والطوابع والعملات المشفّرة، بل وحتى النبيذ الفاخر والنادر في بعض الثقافات، حيث يُمكن شراء هذه السلع والاحتفاظ بها ومن ثم بيعها في وقتٍ لاحق عند ارتفاع قيمتها، ولكن الاستثمار في هذه المُقتنيات يتطلب خبرة عالية ودراية بالقيمة الحقيقية لها.

ما هي ميزات ومساوئ الاستثمارات البديلة؟

تتميز الاستثمارات البديلة عموماً بكونها غير مرتبطة بأسواق الأسهم ولا تتأثر بالأحداث السياسية والمالية التي تعصف بالعالم وتؤثر على الأسهم والمؤشرات، كما تُعتبر خياراً جيّداً لتنويع المحافظ الاستثمارية والحماية من التضخّم كون قيمة هذه الاستثمارات ترتفع عادة مع ارتفاع مستويات التضخّم.

أما أبرز مشاكلها فتتمثل في ضعف سيولتها، أي صعوبة بيعها في أيّ وقت كما هو الحال بالنسبة للأسهم، كما يصعب غالباً تقدير قيمة الأصول المنطوية تحت مظلّة الاستثمارات البديلة بدقّة، كما هو الحال بالنسبة للعقارات أو الأعمال الفنيّة لعدم وجود أسواق عامّة لتداولها أو بيانات ماليّة دقيقة، وعدم خضوعها لقوانين واضحة غالباً، كما تُعتبر الاستثمارات البديلة أكثر ملاءمة للمستثمرين الأثرياء أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة على عكس الاستثمارات التقليدية التي يمكن لجميع المستثمرين تقريباً نيل حصتهم فيها.

تُعتبر الخبرة عنصراً أساسياً في مجال الاستثمارات البديلة، وعلى الرغم من كونها تُعتبر أداة جيّدة للتحوّط من التضخم، إلا أنها قد تنطوي على مخاطر جمّة في حال الافتقار للخبرة المطلوبة، فشراء لوحة فنيّة مقلّدة أو عقار سيء ربما يُعرض المستثمر لخسارة كبيرة. 

لماذا ينصح الخبراء بالاستثمارات البديلة في العام 2023؟

شهدت الأسواق المالية خلال العامين الماضيين تقلّبات كبيرة، وانتهى العام 2022 بخسارات كبيرة ومدويّة في أسواق الأسهم ومعظم المؤشرات الرئيسية، كما شهد العالم ارتفاعاً غير مسبوق في مستويات التضخّم وأسعار الفائدة مع توقعات باحتمال الدخول في ركود اقتصادي خلال العام 2023 واستمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق المالية.

في ظل جميع الأسباب السابقةـ ينصح الخبراء بأخذ الاستثمارات البديلة في عين الاعتبار وتخصيص مساحة أكبر لها ضمن المحافظ الاستثمارية، وذلك بفضل كونها أداة فعّالة للتحوّط من التضخّم والحماية من تقلّبات أسواق الأسهم وزيادة العائدات.

ووفقاً لبحث جديد أجرته شركة بيانات الاستثمار Preqin بناء على استطلاع شمل 300 مدير صندوق استثماري و120 مؤسسة استثمارية، فإنه من المتوقع نمو سوق الاستثمارات البديلة بنسبة 59% وارتفاع قيمة أصوله إلى 14 تريليون دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة، ووفقاً لبيانات التقرير فإن المستثمرين يخططون لزيادة استثماراتهم في ثلاثة قطاعات رئيسية ضمن مجال الاستثمارات البديلة، وهي الأسهم الخاصة والبنية التحتية والقروض الخاصّة.

إذاً، تتمثل الفائدة الأساسية في كونها أداة جيّدة للتحوّط من التضخّم وتنويع المحفظة الاستثمارية، وهو الأمر المطلوب حقاً في ظل التقلّبات الكبيرة التي شهدتها وما تزال تشهدها أسواق الأسهم والبورصة العالمية، وعلى الرغم من هذه المزايا الهامة للاستثمارات المالية إلا أنها تتطلب خبرة جيّدة في التعامل معها.

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • الاقتصاد-الجزئي
  • سهم عذيب
  • شات جي بي تي
  • الريال السعودي