العودة للخلف

ما هي توقعات الخبراء لأسعار الذهب خلال العام 2023؟

شهدت أسعار الذهب تقلّبات حادة في 2022 على وقع أزمات عالمية متتالية، فيما يترقب المستثمرون أسعار الذهب 2023 آملين أن تجري الرياح بما تشتهي سفنهم.

يُعتبر الاستثمار في الذهب واحداً من أكثر الخيارات الاستثمارية أمناً والأقل خطراً، فقد أثبت الذهب عبر التاريخ قدرته المذهلة على الاحتفاظ بقيمته على المدى الطويل على الرغم من حدوث بعض التقلّبات في الأسعار من حينٍ لآخر، ولكن تاريخياً واصل الذهب القدرة على الاحتفاظ بقيمته ومجابهة التضخّم، لذلك لطالما كان الملاذ الآمن للمستثمرين أو حتى للدول والبنوك المركزية.

نظرة سريعة على أداء الذهب خلال العام 2022 والأسابيع الأولى من 2023:

بالنظر إلى أسعار الذهب في العام 2022، نجد أن الأونصة الذهبية بدأت العام الماضي عند أسعار 1800 دولار تقريباً، لتشهد الأشهر الأربعة الأولى ارتفاعاً ملحوظاً في سعر الذهب وصل بالأونصة إلى حدود 2000 دولار، وحدث ذلك بالتزامن مع التحرّر من قيود كوفيد-19 ومن ثم اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية وحالة القلق التي سادت العالم على إثر ذلك، ليشهد الذهب بعد ذلك هبوطاً حاداً وصل به إلى مستويات 1670 دولاراً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ويعود إلى التحسن مجدداً وينهي العام على مستويات مساوية تقريباً لأسعاره في بداية العام، وهكذا يمكن القول بأن العام 2022 كان عاماً للتقلّب في أسعار الذهب دون تغيّر هام بالمقارنة بين أسعار بداية العام ونهايته.

أما الأسابيع الأولى من العام 2023 فشهدت استمراراً لارتفاع أسعار الذهب ليتجاوز حاجز 1900 دولار للأونصة، وفي ظل التقلّبات التي شهدتها أسعار الذهب في العام الفائت واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة ومستويات التضخّم حول العالم، ينظر المستثمرون بترقّب لما سيحمله العام الجديد، وفيما يلي نستعرض توقعات وآراء الخبراء والمحللّين لأسعار وأداء الذهب في العام 2023.

ما هي أبرز العوامل التي يمكن أن تؤثر على أسعار الذهب في العام 2023؟

التضخم وارتفاع مستويات الفائدة:

لا تتحرك أسعار الذهب بمعزل عن الجو الاقتصادي العام المحيط بها، بل ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، ومن أهم العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب هي معدلّات الفائدة ومستويات التضخم، ففي أزمنة التضخّم تلجأ البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة، وهو ما حدث بالضبط خلال النصف الثاني من العام 2022، وذلك بهدف كبح جماح ارتفاع الأسعار والتقليل من الاقتراض والحدّ من النموّ الاقتصادي، والنتيجة في النهاية هي الحدّ من التضخّم، وهو العامل الأساسي الذي يدفع المستثمرين للجوء إلى الذهب، وكل ذلك يعني انخفاض الطلب على الذهب وانخفاض أسعاره.

عند محاولة التنبؤ بأسعار الذهب خلال العام 2023، يحاول المحللّون توقّع حركة معدلّات الفائدة، وفي حين يتوقع البعض منهم استمرار ارتفاع مستويات الفائدة عند أرقامها القياسية، فإن العديد منهم يتوقعون الدخول في حالة من الركود الاقتصادي وعودة البنوك المركزية إلى تخفيض أسعار الفائدة بهدف تحريك الاقتصاد وهذا ما قد يجعل الذهب مرغوباً مجدداً، وهو أيضاً ما دفع السيد جيرج كينر، وهو كبير مسؤولي الاستثمار في Swiss Asia Capital، للتصريح بأنه يتوقع ارتفاعاً حاداً في أسعار الذهب في العام 2023 ووصوله إلى مستويات بين 2500 إلى 4000 دولار للأونصة.

ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع تلك النظرة المتفائلة بشدّة، ويعتقد المحللون أن أسعار الذهب ستبقى مرتبطة بكيفية استجابة مستويات التضّخم لإجراءات البنوك المركزية، فالذهب هو ملاذ المستثمرين الآمن من التضخّم، ولذلك فإن إجراءات البنوك المتمثلة برفع أسعار الفائدة إذا ما نجحت في كبح جماح التضخّم هي التي ستحدد سقفاً لأسعار الذهب في العام الجديد.

احتياطيات البنوك المركزية:

كما هو الحال مع كل سلعة أو أصل مالي، فإن زيادة الطلب تعني ارتفاعاً في الأسعار، وتُعتبر البنوك المركزية لدول العالم أحد أهم مصادر الطلب على الذهب، ويبدو أن العديد من دول العالم تتجه لشراء الذهب وزيادة احتياطيات بنوكها المركزية منه في محاولة لتخفيف الاعتماد على الدولار الأمريكي والتحوّط من الاضطرابات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم.

على سبيل المثال، أعلنت الصين مؤخراً عن إضافة 32 طناً من الذهب بقيمة 1.8 مليار دولار إلى احتياطها، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الصين عن مثل هذه الزيادة من شهر سبتمبر 2019، مما يعني وصول احتياط الصين من الذهب إلى 1980 طناً، كما قال مجلس الذهب العالمي (WGC) أن البنوك المركزية حول العالم اشترت 399 طناً من الذهب خلال الربع الثالث من العام 2022، وهو ما قد يُقسّر الزيادة التي شهدتها أسعار الذهب خلال الربع الأخير من العام نفسه.

ويعتقد المحللّون أن زيادة الطلب على الذهب ستستمر بهذه الوتيرة المتسارعة خلال العام 2023، ولا سيما في دول آسيوية مثل الصين وتركيا والهند، وذلك في ظل التوترات التي يشهدها العالم ورغبة العديد من البنوك المركزية بتنويع احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما قد يدعم أسعار الذهب خلال العام القادم.

عموماً، يوجه الخبراء نصيحتهم للمستثمرين بإدراج الذهب ضمن محفظتهم الاستثمارية للعام 2023 بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%، ولا سيما في ظل استمرار المخاوف من التضخّم فوق المستويات المطلوبة والاضطرابات السياسية والعسكرية التي تعصف بالعالم، وكون معظم التوقعّات تصب في صالح زيادة أسعار الذهب خلال العام القادم ووصوله إلى أرقام قياسية جديدة، ويبقى أن نشير إلى أن هذه التوقعات والتحليلات ربما تصيب أو تخطئ، وتبقى مرتبطة بما ستحمله الأيام القادمة من أحداث عالمية على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والصحي أيضاً.

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • الجنيه-المصري
  • الاقتصاد-الجزئي
  • سهم عذيب
  • شات جي بي تي