لندخل في الحديث عن معدل البطالة، لا بد من القول في البداية أن مشكلة البطالة تعد أحد أهم المشاكل التي تعمل على تأثير حياة العديد من الأفراد سلبًا. حيث يؤدي ذلك لتأثير سلبي على الاقتصاد العام الذي يؤثر بدوره على جميع القطاعات الحيوية للمجتمع.
لذلك، يجب دراسة أهمية معدل البطالة الذي يمكن أن يسهم في تحديد الدرجة التي يؤثر بها هذا الأمر على المجتمع. وسوف يتم التطرق أدناه لمفهوم معدل البطالة وأهميته، والمزيد من المعلومات الهامة حول هذا الموضوع.
اقرأ أيضًا: تيثر Tether، تعرف على أحد أشهر العملات الرقمية وكيفية تداولها
جدول المحتوى
مفهوم معدل البطالة
في الواقع، يعمل هذا المعدل على تعداد وتسجيل النساء والرجال العاطلين عن العمل خلال فترة زمنية محددة. كما يعد هذا المعدل من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي تستخدم لتحليل صحة اقتصاد معين. بالإضافة إلى أنه يحسَب بواسطة النسبة بين عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل والأفراد الذين يعملون فعلًا.
اقرأ المزيد: الإيثريوم Ethereum: دليلك للتعرف على هذه العملة الرقمية بشكل كامل
أهمية دراسة معدل البطالة
في الواقع، إن دراسة معدل البطالة يمكن أن تساعد في تحديد صحة الاقتصاد العام للدولة. كما أنها تمثل مؤشرًا لجودة الأداء الاقتصادي الإجمالي في الدولة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد هذا المعدل أيضًا مؤشرًا للمنشآت الاقتصادية الخاصة. حيث تؤثر معدلات البطالة على شكل العرض المتاح من اليد العاملة.
إلى جانب ذلك، يوفر معدل البطالة إحصائيات هامة يمكن استخدامها للتحليل المقارن بين الدول. وقياس الاختلافات بينها في حالات البطالة.
باختصار، فإن دراسة معدل البطالة تعتبر ضرورية لفهم الدور الذي يلعبه هذا المؤشر في تحديد صحة المجتمع الاقتصادي. إضافة إلى كسر حلقة الفقر والبطالة في المجتمعات.
للمزيد: البتكوين bitcoin: رحلة من عملة غريبة إلى دور رئيسي في الاقتصاد العالمي
معدل البطالة في العالم
تعريف معدّل البطالة
يعرّف معدل البطالة بأنّه النّسبة بين عدد الأشخاص الّذين يبحثون عن عمل بنشاط. إلى جانب الأشخاص الّذين يعملون فعليًا خلال فترة زمنية محددة. كما أنه يعتبر مؤشّر رئيسي يستخدم لتحليل الصحة الاقتصادية للدول وتقييم الأداء الاقتصادي الإجمالي لها.
علاوة على ذلك، فهو يعكس مدى قدرة الاقتصاد على توفير الفرص الوظيفية للشباب وتفادي ازدياد مستويات الفقر. كما أنّه يساعد في تحديد استجابة وتأثير العرض والطلب في سوق العمل.
قد يهمك أيضًا: ما هي طلبات إعانة البطالة الأمريكية؟ وما علاقتها بسوق الأسهم؟
المقارنة بين معدل البطالة في دول العالم
في الحقيقة، يختلف معدل البطالة في دول العالم باختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تتمتّع بها تلك الدول. حيث أنه في بعض الدول تلعب مشكلة البطالة دورًا حاسمًا في التخفيض من وتيرة التنمية الاقتصادية. إضافة إلى إرباك حياة الشباب وتدني مستويات المعيشة.
من الجانب الآخر، تشهد بعض الدول ازدهارًا اقتصاديًا وزيادة في معدّلات النمو. ممّا يسهل عملية توفير فرص عمل وتقليل نسب ومعدل البطالة.
وبالنظر إلى مؤشرات البطالة في دول العالم، فإنّ أكثر دول العالم تأثّرًا بمشكلة البطالة هي جورجيا. حيث يبلغ معدل البطالة فيها حوالي 12.7%. تليها اليونان وإسبانيا وإيطاليا الّتي تتأثّر بنسب بطالة تتراوح بين 7-10%. بينما تأتي بلدان مثل سويسرا واليابان و ألمانيا من بين الدول ذات أدائية جيدة وتتمتع بمعدلات قليلة للبطالة تتراوح بين 2.2 – 3.6%.
ومن الجدير بالذكر، أنه ينبغي متابعة معدّلات البطالة في دول العالم باستمرار. بالإضافة إلى تحليل النتائج المترتّبة عنها من أجل تعيين الخطط والإجراءات التي ينبغي اتخاذها. وذلك بهدف تقليل نسب البطالة وزيادة الفرص الوظيفية وتحسين حياة الأفراد في تلك الدول.
للمزيد من المقالات: الدخل والأجور: دليلك الشامل للتعرف على هذه التقارير الاقتصادية وفوائدها
معدل البطالة في الدول العربية
المقارنة بين معدل البطالة في الدول العربية
في الواقع، تعد مشكلة البطالة من أهم المشكلات التي تواجه الدول العربية. حيث يحتل الشباب العربي نسبة كبيرة من سوق العمل. لكنه بالرغم من ذلك يضطر للبحث عن فرص عمل لفترة طويلة دون جدوى.
كما تختلف معدلات البطالة في الدول العربية بحسب طبيعة الاقتصاد المحلي والتحديات التي تواجهها كل دولة بشكل مختلف.
على سبيل المثال، في الجزائر، يصل معدل البطالة إلى 11.7%. بينما في مصر يصل إلى 9.6%، وفي الأردن يصل إلى 19%. أما في السعودية التي تعتبر الدولة التي تمتلك أقوى اقتصاد عربي، فيعد منخفضًا بنسبة 5.6%.
تابع معنا: أقوى اقتصاد عربي: قراءة في الاقتصاد السعودي ومقوماته
الأسباب والتداعيات المترتبة على معدل البطالة في الدول العربية
في الحقيقة، يترتب على معدلات البطالة في الدول العربية أثر كبير على الاقتصاد والمجتمع. حيث تزيد البطالة من مستوى الفقر وتخفض من مستوى معيشة الشباب. كما تؤثر سلبًا على العملة المحلية والاحتياطي النقدي للدولة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر سياسات العمل غير المناسبة وتأثير الحروب والصراعات والفساد وتراجع الاستثمارات من أبرز العوامل الدافعة لارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي.
بالتالي، فإن من المهم على الدول العربية تحسين بيئة الأعمال وتدعيم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات. بالإضافة إلى ودعم ريادة الأعمال لتشغيل الشباب وتوفير فرص العمل وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
اقرأ أكثر: مجموعة البريكس في قمة جوهانسبرغ… بداية النهاية لهيمنة الدولار الأمريكي؟
معدل البطالة في الخليج
تطور معدّل البطالة في الخليج
يمكن القول أن دول الخليج العربي تشهد منذ سنوات ارتفاعاً في معدّلات البطالة. حيث يواجه الشباب الخليجي صعوبة في الحصول على فرص عمل. لا سيما في القطاع الحكومي الذي كان يعدّ أحد أكبر موارد العمل في السابق.
كما يتفاوت معدل البطالة من بلد لآخر، ففي الكويت يصل إلى 3.9%، فيما في عُمان 15%، وفي البحرين 4% وفي الإمارات العربية المتحدة يصل إلى 4.2%. وفي قطر يصل إلى 0.3% بينما في المملكة العربية السعودية فإن معدلات البطالة تصل إلى 5.6%.
اقرأ أيضًا: السوق الأمريكي للأسهم “بوابة الاستثمار العابرة للقارات”
أسباب ارتفاع معدّل البطالة في الخليج
في الحقيقة، تعتبر الحروب والصراعات والانخفاض في أسعار النفط وعدم التطور في القطاع الصناعي وتراجع الاستثمارات الحكومية هي الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات البطالة في دول الخليج العربي.
كما أن التغيّرات في التشريعات العملية وفرض القيود على العمالة الأجنبية، كذلك الإفراج عن العمالة الوطنية بنفس الوقت تُعدّ واحدة من الأسباب التي تساعد على ارتفاع معدلات البطالة في الخليج. والتي اعتمدت من قبل على العمالة الأجنبية في قطاعات البتروكيماويات والمقاولات والخدمات الفندقية والسياحية.
ولتخفيف معدلات البطالة، يجب على دول الخليج تحفيز الاستثمار وإيجاد بدائل للعمالة الأجنبية. بالإضافة إلى تعزيز ريادة الأعمال والابتكار وتدعيم قطاع الصناعة بالإضافة إلى تمكين الشباب وتقديم التدريب اللازم لهم. متضمنةً منظومة تعليمية تعزز روح المبادرة والابتكار لدى الطلاب وتمكّنهم من اكتساب المهارات التي يحتاجون إليها للتوظيف في سوق العمل المحلي.
اقرأ المزيد: ما هو الفرق بين السياسة النقدية والسياسة المالية؟
معدل البطالة في العالم العربي
تطور معدل البطالة في العالم العربي
تشهد دول العالم العربي ارتفاعًا في معدلات البطالة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يعني زيادة نسبة الباحثين عن العمل وصعوبة الحصول على فرصة عمل في القطاع الحكومي والخاص.
ويختلف معدل البطالة من بلد الى بلد، حيث يواجه معظم الدول العربية مشكلة البطالة، في حين يوجد بعض الدول التي تعاني من أعلى معدلات البطالة، على سبيل المثال، في تونس يصل إلى 15.7%، فيما في مصر (8.1%)، و في الأردن (18.7%).
للمزيد من المقالات: كتب اقتصاد: أفضل الكتب الاقتصادية لمختلف المستويات
الأسباب والحلول لخفض معدل البطالة في العالم العربي
تعد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي هي التداعيات اللاحقة للحروب والصراعات، والعقوبات الاقتصادية، وعدم التطور المستمر في القطاع الاقتصادي وتراجع الاستثمارات. بالإضافة إلى ضعف بنية التعليم الذي لا يتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي.
لذلك فقد طالب الكثيرون دول العالم العربي بإجراء إصلاحات اقتصادية وتعزيز الاستثمار وتوفير فرص العمل والدعم المالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وكذلك تطوير وتحسين منظومة التعليم لمواكبة التطورات العالمية، وتحفيز روح المبادرة لدى الشباب العربي، وتخفيف القيود المفروضة على القطاع الخاص وزيادة دعم الحكومات للعمالة الوطنية.
الكاتب: حسن الحسن
قد يهمك أيضًا: ندوة جاكسون هول:التحولات الهيكلية في الاقتصاد العالمي
الأسئلة الشائعة
معدل البطالة هو النسبة المئوية لعدد الأفراد العاطلين عن العمل بشرط أن يكون لديهم الرغبة في العمل من إجمالي “السكان النشطين”.
تختلف أسباب البطالة من بلد لآخر، ومن بين الأسباب الشائعة: تباطؤ النمو الاقتصادي، والتغيرات في الطلب على العمالة، والتغيرات في الهيكل الصناعي، والتغيرات في السياسات الحكومية، والتغيرات في العوامل الديموغرافية.
تؤدي البطالة إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي، وتقليل الإنفاق الاستثماري، وتقليل الإنفاق الحكومي، وتقليل الإنفاق الخاص، وتقليل الإنفاق الخارجي.
تشمل الحلول المقترحة لمعالجة البطالة: تحسين البنية التحتية للبلد، وتحسين النظام التعليمي، وتحسين النظام الصحي، وتحسين النظام الضريبي، وتحسين النظام القانوني.
تشمل الأدوات المستخدمة لقياس معدل البطالة: المسح الاقتصادي للسكان، والتسجيلات الحكومية، والتقارير الحكومية، والتقارير الصناعية، والتقارير الأكاديمية.