العودة للخلف

إن كان الذهب الملاذ الآمن في الأزمات فلماذا يستمر بالهبوط؟

إن كان الذهب الملاذ الآمن في الأزمات فلماذا يستمر بالهبوط؟

قد يكون هذا الوقت المثالي لشراء الذهب؛ هكذا كان عنوان مقالة لدى (CNN) ويعد المعدن الأصفر دائماً وأبداً المستفيد الأكبر عبر أزمات التضخم، وذلك لأنه استثمار مادي يمكن أن يكون بمثابة مخزن للقيمة ناهيك عن كونه المفضل في فترات عدم الاستقرار الجيوسياسي حيث يُنظر إليه على أنه ملاذ آمن.

واقع مخالف يعيشه الملاذ الآمن

في الواقع لم ترتفع أسعار الذهب مؤخراً حيث انخفضت الأسعار بنسبة 20٪ تقريباً عن ذروته الأخيرة في مارس/آذار مما يضع الذهب على أعتاب سوق هابطة، حيث أشاد لي وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في رأييه عندما قال: INGلا يملك المستثمرون رغبة كبيرة في الاحتفاظ بالذهب في البيئة الحالية

عقب الغزو الروسي لأوكرانيا شهد المعدن الأصفر ارتفاع في أسعاره بشكل كبير وذلك في بداية شهر مارس/آذار لكن الغريب انه منذ ذلك الحين ظهرت ديناميكيات السوق الأخرى، فما هو التأثير المباشر على الذهب وهل الاحتياطي الفيدرالي هو السبب الأول؟؟!

تتعدد الأسباب والضحية هو الذهب

مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية وبداية موجة ارتفاع الأسعار لجأت العديد من البنوك المركزية برفع معدل الفائدة بما يتناسب مع الظروف المحلية وآخرها رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يوم الأربعاء المنصرم 09/21 بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في اجتماعه الثالث على التوالي، وهي خطوة غير مسبوقة كما أشار باول رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي إلى أن الارتفاعات الكبيرة قد تكون مطروحة للنقاش في نوفمبر وديسمبر، دفع هذا الإجراء الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى جديد له خلال عقدين من الزمن، فقد ارتفع بنسبة 16% مقابل سلة من العملات الرئيسية هذا العام حتى الآن وهو ارتفاع كبير، كانت تلك التحركات تضر بالأسهم، ولكنها تؤثر أيضاً على الذهب.

اقرأ أيضأ: ماذا تعرف عن السلع المعمرة وغير المعمرة؟

يرجع ذلك جزئياً إلى أن معاملات السلع، بما في ذلك الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، تتم عادةً بالدولار تجعل العملة الأقوى شراء المستثمرين الأجانب لتلك المعادن أكثر تكلفة، وقد يقلل ذلك من الطلب، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض الأسعار هناك عامل آخر يتمثل في تأثير دورة الصعود الصعبة التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي على سندات الحكومة الأمريكية لقد قفزت عائدات هذه السندات، والتي تتحرك بأسعار معاكسة، مع تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسته كان العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات عند 3.77% في آخر مرة، مرتفعًا من حوالي 1.5% في بداية العام.

يعتبر الذهب منافساً مع السندات الحكومية إذ يعد استثمار آمن بل حتى يعتبر منافساً للسندات الحكومية ، فعندما يتمكن المستثمرون من الحصول على عوائد أفضل على الأخيرة، فإن الأول يبدو أقل جاذبية بكثير، مما يؤدي لفقدان بريقه ولقد عبر باترسون عن الأمر بهذه الطريقة: “إذا كنت ترفع أسعار الفائدة، فما الذي تفضل أن تمتلكه، الذهب أو أي شيء سيوفر لك عائداً؟”

اقرأ أيضأ: ما هي قائمة فورتشن 500؟

بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة الأخير، تبعه آخرون. دفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008 كما ارتفعت أسعار الفائدة في كل من كل من السويد وإندونيسيا، وفيتنام، والنرويج، وسويسرا، أصبح واضحًا هذا الأسبوع أن البنوك المركزية لا تخطط لتغيير مسارها في أي وقت قريب، مقدمة مهمة السيطرة على التضخم كأولوية لها يعني ذلك أنه من غير المرجح أن يبدأ الذهب في العودة في المدى القريب للارتفاع حيث وصف باترسون ذلك بقوله: “لكي يحدث ذلك، فإن الصورة بشأن التضخم بحاجة إلى تغيير.”

فهل الذهب ذو البريق اللامع في طريقه لهبوط أكثر، أم انه في وعكة صحية وسيعاود ليسطع بريقه في الأسواق العالمية فعبر التاريخ اعتبر الذهب دائماً وابداً الملاذ الآمن والملجأ الذي يلجئ إليه الجميع في وقت الازمات؟!.

مصدر الخبر: CNN_عربي

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • الاقتصاد-الجزئي
  • سهم عذيب
  • شات جي بي تي
  • الريال السعودي