تم إنشاء مؤشر ميشيغان في الأربعينيات من القرن الماضي من قبل البروفيسور جورج كاتونا في معهد جامعة ميشيغان للأبحاث الاجتماعية، حيث عمل على القيام بمسح هاتفي وطني يتم إجراؤه ونشره شهريًا من قبل الجامعة لقياس ومعرفة حالة المستهلكين من حيث ثقتهم الحالية في الاقتصاد، إضافة لقراءاتهم المستقبلية للوضع الاقتصادي، ولهذا اعتمدت الجامعة على إصدار مؤشرين بناء على نتائج الاستطلاعات التي تقوم بها، وهما:
– مؤشر ميشيغان لتوقعات المستهلك: والذي يركز على رأي المستهلكين بخصوص الاقتصاد في الفترات القادمة، وهذا مايبرر وجود المؤشر الثاني الذي يقيس ثقة المستهلكين.
– مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك: والذي يعبر عن مقدار ثقة المستهلكين باقتصاد بلدهم لمعرفة إن كانت السياسات الاقتصادية المتبعة تشعر المستهلكين بالأمان الاقتصادي أم لا.
ويتم إجراء الاستطلاع إلى يومنا هذا من قبل مركز أبحاث الاستطلاع ويتكون من 500 مقابلة هاتفية على الأقل.
نما مؤشر ميشيغان منذ بدايته ليتم اعتباره أحد المؤشرات الرئيسية لثقة المستهلك في الولايات المتحدة، ويظهر التاريخ أن ثقة المستهلك كانت في أدنى مستوياتها قبل وأثناء فترات الركود. يرتفع المؤشر عندما يكون للمستهلكين ثقة عالية في الاقتصاد، مما ينبىء بزيادة الإنفاق الاستهلاكي وبالتالي النمو الاقتصادي. ويؤدي هذا النمو بدوره إلى زيادة اهتمام المستثمرين الأجانب مما يؤدي إلى زيادة قيمة الدولار مقابل العملات الأجنبية الأخرى ونمو حلقة الاقتصاد بشكل عام.
من الناحية التاريخية، عادة ما ترتفع قيمة الدولار كلما وصل مؤشر ميشيغان لمستوى أعلى مما كان متوقعًا وتنخفض قيمة لدولار عندما ينخفض المؤشر.
يتكون الاستطلاع من عنصرين: عنصر المشاعر بنسبة 40% من المؤشر وعنصر التوقعات بنسبة 60%، ويتم سؤال المشاركين في الاستطلاع حول وجهة نظرهم في الوضع الأقتصادي الراهن، وتوقعاتهم المستقبلية للتوجهات الاقتصادية وما هي أرائهم حول وضهم الأقتصادي الحالي.
جدول المحتوى
من أين تأتي أهمية مؤشر ميشيغان؟
مؤشر ثقة المستهلك في ميشيغان هو مسح شهري لمدى شعور المستهلكين بالثقة تجاه الاقتصاد والتمويل الشخصي وظروف العمل وظروف الشراء، إنه مصمم لرصد والتقاط مزاج المستهلكين الأمريكيين سواء كانت المشاعر متفائلة أو متشائمة أو محايدة، فإن الاستطلاع يشير إلى معلومات حول خطط الإنفاق الاستهلاكي على المدى القريب.
وتأتي أهمية هذا المؤشر من كون الإنفاق الاستهلاكي يمثل ما يقارب 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، ويعتبر مؤشر ميشيغان واحدًا من العديد من المؤشرات الاقتصادية المهمة إضافةً للمؤشرات الخاصة بالشركات وقرارات صانعي السياسات ورجالات المجتمع الاستثماري.
حوالي 60٪ من كل استطلاع شهري يتكون من استجابات جديدة، و 40٪ من الإجابات المتبقية مستمدة من الاستطلاعات المتكررة، وإن الدراسات الاستقصائية المتكررة تساعد على الكشف عن التغيرات في معنويات المستهلك مع مرور الوقت وتوفير مقياس أكثر دقة لثقة المستهلك. إحدى أهداف مؤشر ميشيغان هو توقع سلوك المستهلكين في الإنفاق، أي ما يدعى الإنفاق السلوكي، وذلك بالتوازي مع فكرة الادخار أي الميول الادخارية للمستهلكين وكيف يقومون بموازنة إنفاقهم مع ضرورة احتفاظهم بمدخرات احتياطية، وهذا ما يعكس مقدار ثقتهم بالاقتصاد من أكثر من زاوية.
اطلع على: مؤشر ثقة أسعار المستهلكين؟
استطلاع مؤشر ميشيغان
كل شهر، يتم الاتصال هاتفيًا بـ500 أسرة واجراء مسح حول أوضاعهم المالية ومواقفهم حول الاقتصاد. يتم طرح خمسين سؤالًا أساسيًا يتمحورون عن رأيهم في: وضعهم المالي، الاقتصاد العام على المدى القصير، الاقتصاد العام على المدى الطويل.
ترتبط معنويات المستهلكين ارتباطًا مباشرًا بقوة الإنفاق الاستهلاكي وقد أثبتت الدراسات الاستقصائية قدرتها على التنبؤ بتغيرات أسعار الفائدة، ومعدلات البطالة، ومعدلات التضخم، ونمو الناتج المحلي الإجمالي، والإسكان، والطلب على السيارات، وغيرها من التدابير الاقتصادية الرئيسية.
تجري الجامعة في كل شهر ما لا يقل عن 500 مقابلة هاتفية ويطرح الاستطلاع 50 سؤالًا أساسيًا ويغطي ثلاثة مجالات: الشؤون المالية الشخصية، وظروف العمل، وشروط الشراء وبحسب جامعة ميشيغان، فإن الاستطلاعات “أثبتت أنها مؤشر دقيق على المسار المستقبلي للاقتصاد الوطني”.
تقوم جامعة ميشيغان بإجراء المسح عبر الهاتف ويطرح الاستطلاع أسئلة على المستهلكين حول آرائهم بشأن مواردهم المالية الشخصية، فضلاً عن حالة الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير والطويل. يحتوي كل استطلاع على ما يقرب من 50 سؤالًا أساسيًا، ويتم الاتصال بكل مستجيب مرة أخرى لإجراء استطلاع آخر بعد ستة أشهر من إكمال السؤال الأول، لأن الاستطلاعات المتكررة تساعد في الكشف عن التغيرات في ثقة المستهلك بمرور الوقت وتوفر مقياسًا أكثر دقة لثقة المستهلك، أما تقارير الاستطلاع فيتم إصدارها من قبل الجامعة على مرحلتين: تقرير أولي في منتصف الشهر وتقرير نهائي في نهاية الشهر.
كيف يتم حساب مؤشر ميشيغان
إن التقرير الذي ينشئه مركز مسح المستهلك التابع لجامعة ميشيغان والذي يقيس تفاؤل المستهلك فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي يُشار إليه أيضا باسم مؤشر ثقة المستهلك، وهو يعبر عن قياس ثقة المستهلك الشخصية في النشاط الاقتصادي ويُظهر صورة عمّا إذا كان المستهلكون على استعداد لإنفاق أموالهم بأمان أم لا.
بشكل عام، تشير القراءة المرتفعة إلى توقع إيجابي للدولار الأمريكي، بينما تعتبر القراءة المنخفضة سلبية، ويتم حساب مؤشر ميشيغان بشكل أساسي بطرح النسبة المئوية لردود المستهلكين غير المناسبة من النسبة المئوية للردود المناسبة، ويوفر الموقع الإلكتروني تفصيلاً لكيفية حساب المؤشر بناءً على الإجابات على أسئلة الاستبيان الأساسية التالية التي تتناول خمسة نقط مهمة:
1- مقارنة الوضع المالي الحالي مع الوضع المالي قبل عام.
2- توقع الوضع المالي بعد سنة من الآن.
3- قراءة ظروف العمل في السنة القادمة.
4- استقراء الوضع الاقتصادي العام خلال خمسة سنوات قادمة.
5- السؤال عن شراء أثاث المنزل مثلاً، هل هذا الوقت مناسب للشراء أم لا.
تأتي أهمية مؤشر ميشيغان من النسبة الكبيرة (70%) التي يحتلها الانفاق الاستهلاكي من الاقتصاد الأميركي.
يمكن للعديد من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية أن تساعد المستثمرين والاقتصاديين في توقع توجهات الاقتصاد كمؤشر أسعار المستهلك (CPI)، ومؤشر أسعار المنتجين (PPI) إضافة لمؤشر ميشيغان لثقة المستهلك الذي يعتبر مؤشر رئيسي مصمم خصيصاً لتوضيح مدى ثقة المستهلك العادي في اقتصاد الولايات المتحدة، ويعتبر مؤشر مهم جداً لتجار التجزئة والاقتصاديين والمستثمرين، وقد ساعد صعوده وهبوطه تاريخياً على التنبؤ بالتوسعات والانكماشات الاقتصادية.
تتعاظم أهمية مؤشر ميشيغان لكونه يوفر قراءة واضحة للسلوك الاقتصادي للمستهلكين، هذه القراءة التي إن كانت جيدة ستُترجم إلى إنفاق أكبر مما يعني نمو اقتصادي أسرع، وهذا ما يؤدي لوجود سوق عمل أقوى وزيادة محتملة مبررة في التضخم لأن البيانات التي تمت دراستها هنا تضمنت مقابلات أجريت قبل يوم أو يومين من الإصدار الرسمي، مما يجعلها مقياسًا دقيقاً في الوقت المناسب لمزاج المستهلك الاقتصادي وموقفه تجاه الأوضاع المالية والدخل.