الاستثمار في ديزني, إذا كان للترفيه امبراطورية، فربما لا شيء يستحق هذا اللقب أكثر من شركة ديزني العالمية للترفيه، ولا شكّ بأن الكثيرين ممن يقرؤون هذا المقال قضوا جزءاً من طفولتهم وهم يشاهدون أفلام الكرتون التي انتجتها شركة ديزني، مثل ميكي ماوس، والأميرة والوحش، وسنو وايت والأقزام السبعة، أو ربما زاروا إحدى مدن ملاهي ديزني لاند حول العالم، أو شاهدوا بعض أفلام ديزني الحديثة مثل Inside Out أو WALL.E أو Coco وغيرها الكثير.
وكما هو الحال مع كلّ المشاريع الناجحة والضخمة، فإن العودة إلى البدايات والتأسيس كثيراً ما تكون مُبهرة ومُلهمة، فمن حلمٍ كبير وإمكاناتٍ متواضعة، تولد أكثر الأعمال نجاحاً وتألّقاً، وهذا ما حصل بالفعل مع شركة والت ديزني العالمية، وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة نشوء وتطوّر شركة ديزني، وعن إمكانات وآفاق الاستثمار فيها.
قصة نجاح ديزني
جدول المحتوى
من استوديو متواضع تعرّض للإفلاس .. إلى أضخم امبراطوريات الترفيه حول العالم
ولد والتر ديزني في عام 1901 في إحدى ضواحي ولاية شيكاغو الأمريكية، أحبّ الفن والرسم ودرس في معهد كانساس للفن، وعمل في وقتٍ مبكّر من عمره رساماً للعديد من الاستوديوهات، قبل أن يؤسس مع صديقه الرسام أب إيوركس استوديو خاصاً بهما حمل اسم Laugh-O-Gram Studio، وفيه قاما بإنتاج أول فيلم قصير يحمل اسم Alice’s Wonderland، والمميز فيه أنه كان أول فيلم يمزج بين التصوير الحيّ والرسوم المتحركة، إلا أن الاستوديو سرعان ما تعرّض للإفلاس وتمّ إغلاقه، ومع ذلك فقد حقق الفيلم الأول لديزني نجاحاً ملحوظاً.
بعد ذلك، انتقل والتر ديزني إلى هوليوود لينضمّ إلى أخيه روي ديزني، وأسسا سوياً استوديو جديداً تحت اسم Disney Brothers _الذي تحوّل فيما بعض إلى The Walt Disney Company_ وبذلك تم تأسيس شركة ديزني رسمياً بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1923، أي قبل قرن كامل تقريباً.
توالت نجاحات ديزني خلال الأعوام التالية للتأسيس، وكانت من أهم أعمالها الأولى سلسلة أفلام كرتون قصيرة بعنوان (أوزولد الأرنب المحظوظ) و(ميكي ماوس) الذي يُعتبر العمل الأهم والأوسع انتشاراً وجالب الحظ لشركة ديزني، وفي العام 1932 أنتجت شركة ديزني أول فيلم رسوم متحركة بالألوان في التاريخ، وتوالت نجاحات ديزني مع إطلاق أفلام بياض الثلج والأقزام السبعة وبينوكيو وبامبي.
اطلع على: الاستثمار في نتفليكس
في العام 1940، باتت أسهم شركة ديزني مُتاحة للشراء والتداول تحت الرمز (DIS) بعد طرحها في العرض العام الأوليّ ICO، على الرغم من عدم رضا والت ديزني عن ذلك، إلا أن الشركة كانت بحاجة للنقود.
شهدت الفترة بين عامي 1950 و1967 أحداثاً هامة في تاريخ ديزني، فقد تم افتتاح أول مدينة ملاهي تحت اسم “ديزني لاند” في عام 1955، وحققت نجاحاً كبيراً، حيث زارها أكثر من 3.5 مليون شخص خلال العام الأول من الافتتاح، كما استمرّ إنتاج الأفلام بمعدل 5 أفلام سنوياً، أما والت ديزني فتوفي في العام 1965 بعد إصابته بسرطان الرئة.
مرّت الشركة بعد وفاة والت ديزني بالعديد من التحديّات والصعوبات، إلا أن نجحت بتخطيها واستعادت ألقها في ثمانينات القرن الماضي، كما شهد العام 1971 افتتاح أضخم مدينة ملاهي ومنتجع ترفيهي في العالم، هو مدينة “عالم ديزني” في ولاية فلوريدا الأمريكية بتكلفة 400 مليون دولار، ولتبدأ بعدها رحلة طويلة ومُبهرة من النجاح والتوسّع والاستحواذ، حيث افتتحت فروع لديزني لاند في العديد من دول العالم، كما تمّ إنتاج العديد من أشهر أفلام ديزني على الإطلاق مثل Ratatouille وWALL.E وقراصنة الكاريبي، وأخيراً أطلقت شركة ديزني في عام 2019 خدمتها الخاصة لبثّ المحتوى عبر الإنترنت تحت اسم Disney+.
الاستثمار في ديزني:
نظرة عامة على أداء الشركة وإمكانات الاستثمار
على الرغم من حالة الركود التي عاشتها مدن الملاهي التابعة لديزني نتيجة حالة الإقفال والقيود على الحركة خلال فترة وباء كوفيد-19، إلا أن الشركة استفادت من زيادة الإقبال على منصة Disney+ والتي مثلت مصدر العائدات الرئيسي للشركة خلال فترة الإقفال.
بالنظر إلى أداء أسهم ديزني خلال الأعوام الخمسة الفائتة، يُلاحظ هبوط حاد في قيمة الأسهم خلال الربع الأول من العام 2020، حيث انخفضت قيمة السهم من حوالي 138 دولاراً في بداية 2020 إلى حوالي 96 دولاراً بحلول مارس/آذار من العام نفسه، واليوم يتداول السهم الواحد (DIS) عند حدود 95 دولاراً للسهم الواحد على بورصة نيويورك، على الرغم من التحسّن الكبير الذي شهدته أسهم ديزني خلال العام 2021، حيث وصلت قيمة السهم إلى حدود 180 دولاراً قبل أن تُعاود الانخفاض مجدداً إلى ما هي عليه اليوم.
ينظر المحلّلون لتراجع أسهم ديزني خلال السنوات القليلة الماضية على أنه نتيجة طبيعية لحالة التخبّط التي مرّ بها العالم خلال فترة جائحة كوفيد-19، والتي لا يزال الجميع يعاني من تداعياتها، إلا أن الاستثمار في أسهم ديزني لا يزال يحظى بالعديد من الميزات الكبيرة، فمنصة Disney+ على سبيل المثال تحقق نجاحاً كبيراً مع تخطي عدد المشتركين حاجز 100 مليون مشترك، كما أن رفع قيود الحركة والسفر وعودة نشاط السياحة بعد التعافي من كوفيد-19 يُعيد الحياة إلى المنشآت الترفيهية الكُبرى لديزني حول العالم.
أما الأرقام والإحصاءات، فهي بلا شك تقف إلى جانب ديزني، فالقيمة السوقية للشركة تتجاوز 173 مليار دولار، مما يجعلها من أعلى الشركات قيمة، أما عدد موظفيها فيتجاوز 190,000 موظف حول العالم، وتدير الشركة 12 مدينة ترفيهية و51 منتجعاً و223 متجراً في أمريكا الشمالية و78 متجراً في أوروبا، وتمتلك عدداً كبيراً من شركات الإنتاج الفرعية واستوديوهات تصميم الرسوم المتحركة والمنصات الترفيهية.
إن هذا التنوّع في عمل ديزني ما بين إنتاج الأفلام والأعمال التلفزيونية، ومنشآت الترفيه على الأرض، وخدمتها الخاصة لبثّ المحتوى عبر الإنترنت، يجعل أسهمها جديرة بالاستثمار والوجود ضمن محفظتك الاستثمارية، وهو ما نوفّره لك في المنصة العربية للوساطة المالية التي تتيح لك التداول على عقود فروق أسهم شركة ديزني العالمية.