العودة للخلف

سهم تسلا صانع الأغنياء.. بداياته وتجزئة السهم المرتقبة

سهم تسلا صانع الأغنياء.. بداياته وتجزئة السهم المرتقبة

وافق المساهمون في شركة تسلا للسيارات الكهربائية على تجزئة سهم تسلا الشركة بنسبة 3 إلى 1، وذلك في اجتماعهم السنوي الذي عقد بتاريخ 4 أغسطس/آب الجاري، وهو التقسيم الثاني الذي تُجريه الشركة بعد أن قامت في شهر أغسطس/آب من العام 2020 بتجزئة أسهم الشركة أيضاً بنسبة 5 إلى 1، فما الهدف من عملية التجزئة هذه؟ وما تأثيرها؟ ولماذا تلجأ لها بعض الشركات من حينٍ إلى آخر؟

تسلا.. قصة نجاح مذهلة

في الحقيقة، يمكن التعامل مع شركة تسلا كنموذج مبهر يُحتذى به في النجاح، تأسست الشركة في عام 2003 على يد مهندسين اثنين هما Martin Eberhard وMarc Tarpenning، إلا أن الفكرة سرعان ما لفتت انتباه إيلون ماسك مؤسس شركة PayPal، الذي استثمر الملايين في الشركة ليصبح في النهائية رئيسها التنفيذي.

في عام 2007 أنتجت الشركة أولى سياراتها الكهربائية.

واستطاعت تحقيق ما عجزت عنه كبرى شركات السيارات العالمية من خلال إنتاج سيارات كهربائية عالية الجودة ومطلوبة بشدّة.

ولم تتوقف تسلا عند ذلك، بل أنشأ محطات شحن مجانية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

قامت بتوفير ألواح الطاقة الشمسية وإنتاج بطاريات الليثيوم لتشغيل القطارات الكهربائية، واليوم تمتلك تسلا العديد من موديلات السيارات الكهربائية في السوق، مثل الموديل X والطراز Y وغيرها.

وفي تقرير نشره موقع “إنفيسترز بيزنس دايلي”، وصف هذا السهم بأنه “صانع المليونيرات”، وقال إنه “صاحب مسيرة مدهشة خلال عقد من الزمن تجعله الأفضل على الإطلاق بين الأسهم المدرجة في مؤشر إس أند بي 500″، وبحسب التقرير فإن سهم “تسلا” الذي ظهر لأول مرة في 29 يونيو/حزيران 2010، ارتفع بنسبة مذهلة بلغت أكثر من 22189.72%، وبلغ سعر السهم اليوم 24-08-2022 قبل افتتاح الأسواق 889.36 دولار أمريكي.

ديون تسلا!

ربما تستغربون العنوان قليلاً، ولكن بالفعل، شركة تسلا قامت على الديون.

فتأسيس شركة لصناعة السيارات يتطلب رأس مال ضخم، ولتأمينه كان على تسلا الاستدانة.

وبحلول العام 2021 أعلنت تسلا عن التزامات إجمالية قدرها 30.5 مليار دولار، أغلبه مستحق على المدى القصير. حيث كان لدى Tesla أكثر من 10 مليارات دولار من الحسابات المستحقة الدفع في نهاية عام 2020، أي ما يقرب من 40٪ زيادة عن العام السابق، بالإضافة إلى ذلك، أعلنت Tesla عن أكثر من 5.7 مليار دولار من الالتزامات المستحقة قصيرة الأجل، و 1.4 مليار دولار من الإيرادات المؤجلة، و 925 مليون دولار من ودائع العملاء للمنتجات التي لم يتم تسليمها بعد.

أما فيما يتعلق بالالتزامات طويلة الأجل، كانت تسلا تحتفظ بأكثر من 5 مليارات دولار من الديون طويلة الأجل والتزامات الإيجار في نهاية عام 2021، وإجمالاً، فإن ما يقرب من ثلث ديون الشركة غير متداولة بينما الباقي مستحق السداد خلال الـ 12 شهر القادمة.

وفي حين فشلت تسلا في تحقيق أية أرباح خلال السنوات الأولى، إلا أنها بدأت اليوم تجني ثمار استراتيجيتها طويلة الأمد، ففي حين كانت أرباح Tesla المحتجزة في نهاية 2020 تُقارب 5.4 مليار دولار، فقد انقلبت الأرباح المحتجزة في نهاية 2021 بشكلٍ إيجابي إلى 331 مليون دولار.

ما قصة تجزئة سهم تسلا إذاً؟ ولماذا لجأت لها تسلا؟

تُعتبر عملية تجزئة الأسهم stock split إجراءً شائعاً نسبياً بين الشركات، ولا سيما الكُبرى منها.

في شهر يوليو/تموز الماضي قامت شركة ألفابت (Alphabet).

وهي الشركة الأم لعملاق التكنولوجيا غوغل، بتجزئة أسهمها بنسبة 20 إلى 1.

وفي الشهر نفسه قامت شركة أمازون (Amazon) بالأمر نفسه وبالنسبة ذاتها، وكذلك الأمر مع شركة Shopify للتجارة الإلكترونية التي جزّئت أسهمها بنسبة 10 إلى 1 في 28 من شهر يونيو/حزيران الفائت، في حين قامت شركة آبل (Apple) بتقسيم أسهمها 5 مرات منذ طرح أسهمها للتداول العام.

والآن وافق المُساهمون في شركة تسلا (Tesla) على إجراء تجزئة أسهم الشركة بنسبة 3 إلى 1، وهو التقسيم الثاني لأسهم الشركة كما أشرنا سابقاً، إلا أن القرار سيدخل حيّز التنفيذ ويصبح نافذاً فور إنهاء تداولات اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي أغسطس/آب.

ما المقصود بعملية تجزئة سهم تسلا ؟ وما تأثيرها على الشركات؟

تجزئة الأسهم هي عملية يتم من خلالها تقسيم السهم الواحد إلى سهمين أو أكثر بحسب رغبة أصحاب القرار في الشركات.

فإذا تم تقسيم السهم الواحد إلى سهمين تكون نسبة التقسيم 2 إلى 1.

وإذا تم تقسيم السهم إلى خمسة أسهم تكون النسبة 5 إلى 1 وهكذا.

إن هذا التقسيم يجعل أسهم الشركة أرخص ومُتاحة لشريحة أوسع من صغار المستثمرين.

مثلاً تبلغ قيمة السهم الواحد في تسلا حالياً (24 أغسطس/آب) قبل افتتاح الأسواق 889.36 دولار أمريكي على بورصة ناسداك. وهو رقم كبير نسبياً بالنسبة لصغار المستثمرين، ولكن عند تنفيذ عملية التقسيم ستصبح قيمة الواحد أقل من 300 دولار.

إن تقسيم الأسهم يعني أن أصحاب الأسهم سيمتلكون 3 أضعاف عدد الأسهم التي كان يمتلكونها قبل التقسيم. أي أن المستثمر الذي كان يمتلك 10 أسهم قيمتها 8700 دولار سيصبح لديه 30 سهماً بنفس القيمة. أي أن قيمة هذه الأسهم مجتمعة لن تتأثر، وكذلك لن تتأثر القيمة السوقية للشركة إجمالاً، والتي تبلغ حوالي 908.5 مليار دولار في الوقت الحالي.

إذاً، يمكن تلخيص الأمر بالقول أن عملية تقسيم الأسهم هي إجراء يهدف لتقليل قيمة الأسهم وزيادة عددها.

بهدف جعلها مُتاحة لشريحة أوسع من صغار المستثمرين. ولكن هذا الإجراء لا يقلل من القيمة السوقية للشركة ولا من قيمة الأسهم التي يمتلكها المُساهمون.

لماذا تم تقسيم سهم تسلا؟

شهدت أسهم شركة تسلا ارتفاعاً كبيراً خلال العامين 2020 و2021.

إذ ارتفع سعر السهم من حدود 130 دولاراً في بداية العام 2020.

ليصل اليوم إلى حوالي 890 دولاراً كما أشرنا.

وإن هذا الارتفاع الكبير جعل أسهم الشركة بعيدة عن متناول صغار المستثمرين.

مما دفع الشركة للقيام بعملية التقسيم هذه لإعادة أسعار الأسهم إلى أرقام أكثر توازناً وجذب شريحة أوسع من المستثمرين. كما ذكرت الشركة في بيانٍ لها أن الدافع الأساسي لتقسيم أسهمها العادية هو جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها. فالشركة ترغب بمنح كل موظف فرصة الحصول على حقوق ملكية خاصة به في الشركة.

أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الخبراء ينظرون لعملية تقسيم الأسهم باعتبارها مؤشراً إيجابياً على أداء السهم.

وربما يكون هذا التوقيت هو الأفضل لشراء الأسهم. نظراً لأن انخفاض أسعار الأسهم بعد عملية التقسيم قد يزيد الطلب عليها من قبل مستثمرين جدد. مما يساهم في ارتفاع سعر السهم مجدداً. وهو ما لوحظ بعد إجراء عملية التقسيم الأولى لتسلا. حيث ارتفع سعر السهم بنسبة 43.5% منذ تاريخ التقسيم الأول وحتى 6 يونيو/حزيران 2020.

ولكن ومن ناحية أخرى، يعتبر آخرون أن عملية التقسيم لا تؤثر جوهرياً على أداء الشركة. ولا يجب أن تُعتبر مؤشراً مستقبلياً إيجابياً أو سلبياً. ولا سيما وأن الأسهم المجزأة fractional stocks توفّر خياراً بديلاً لصغار المستثمرين الذين لا يمتلكون القدرة على شراء الأسهم الكاملة مرتفعة الثمن.

هل ترى أي فرصة للتداول؟ قم بفتح حسابا للتداول الآن!

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • اقتصاد الإمارات
  • سهم جرير
  • سهم الباحة