اختيار الاسهم يقوم به الأذكياء على عدة أشياء مشتركة. فلقد قرروا مقدماً ما يريدون تحقيقه من محافظهم، وهم مصممون على الاستمرار في ذلك. إضافةً لأنهم يظلون على دراية بالأخبار اليومية وتوجهات السوق والأحداث التي تحرك الاقتصاد وكل شركة فيه. ويستخدمون هذه الأهداف والمعرفة في اتخاذ القرارات حول شراء أو بيع الأسهم.
وعندما يتعلق الأمر بالاستثمار واختيار الأسهم. فليس هناك أفضل من اتباع منهج رجال الأعمال الناجحين وأصحاب رؤوس الأموال، ومن أفضل من الملياردير وارن بافيت في هذا! هناك العديد من الأشياء الجديرة بالملاحظة حول استراتيجية اختيار الأسهم لدى الملياردير وارن بافيت. كيف يستثمر وكيف يتخذ قراراته وماهي الاعتبارات الرئيسية لتقييم أسهم شركة ما سواء كانت رابحة أم لا…سنحاول الإجابة عن أغلب هذه التساؤلات في هذا المقال.
جدول المحتوى
قبل اختيار الاسهم, تقييم أداء الشركة بدايةً
لطالما كانت الشركات التي استمرت بتقديم عائد جيد على حقوق الملكية. لسنوات عديدة متتالية مرغوبة أكثر من الشركات التي لم يكن لديها سوى فترة قصيرة من العائدات القوية. فكلما زاد عدد السنوات التي تتمتع بها الشركة بعائد حقوق ملكية جيد كان ذلك أفضل من وجهة نظر استثمارية. من أجل قياس الأداء التاريخي بدقة يجب على الراغب بالاستثمار. مراجعة ما لا يقل عن خمس إلى 10 سنوات من عوائد حقوق الملكية للشركة. وفي الحقيقة عند النظر إلى العائد التاريخي لشركة ما. من الضروري أيضًا مقارنة ذلك مع عوائد حقوق الملكية للشركات المنافسة في نفس الصناعة.
الانتباه لديون الشركة
إن وجود نسبة كبيرة من الديون على حقوق الملكية يستوجب دق ناقوس الخطر، خصوصاً إذا كان نمو وتوسع الشركة يأتي فقط من إضافة المزيد من الديون، عندها أية أرباح تحققها الشركة ستذهب لسداد الديون.
بدلاً من ذلك، من المستحب أن يعتمد نمو الأرباح على حقوق المساهمين، فالشركة ذات حقوق المساهمين الجيدة تعني أن الشركة تولد تدفقات نقدية كافية لتغطية التزاماتها ولا تعتمد على الديون لإبقائها واقفة على قدميها، فالدين المنخفض وحقوق المساهمين القوية يعتبران من العناصر الرئيسية لانتقاء الأسهم بنجاح.
هوامش الربح
يجب البحث عن الشركات التي تتمتع بهامش ربح جيد ومتصاعد، ويجب أيضاً النظر لهامش الربح على مدى عدة سنوات متتالية لاستبعاد الأرباح قصيرة الأجل ويجب أن تكون إدارة الشركة بارعة في زيادة هوامش ربحها على أساس سنوي، مع التأكد من إبقاء تكاليف التشغيل ضمن الحدود المنطقية.
ما مقدار الخصم الذي يتم تداول الأسهم به؟
إن جوهر الاستثمار هو العثور على الشركات التي لديها أساسيات جيدة ولكن يتم تداولها بأقل مما يجب أن تكون، فكلما زاد الخصم زادت مساحة الربحية.
إن الهدف من المستثمرين الأقوياء ك بافيت مثلاً، هو اكتشاف الشركات التي يتم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية مقارنة بقيمتها السوقية وهنا تكمن فرصة للشراء بخصم عندما تكون القيمة السوقية الحالية للشركة أرخص من قيمتها الحقيقية، وحيث لا توجد معادلة دقيقة لحساب القيمة الحقيقية، سينظر المستثمرون إلى الأرباح المستقبلية المحتملة –على سبيل المثال- لتقدير القيمة الحقيقية للشركة.
الهدف من الاستثمارات
الخطوة الرئيسية لاختيار الاسهم هي تحديد الغرض من المحفظة الاستثمارية، فصحيح أن هدف الجميع هو كسب المال ولكن قد يختلف شكل هذا الكسب، فقد يركز المستثمرون على توليد دخل إضافي أثناء التقاعد أو ربما الحفاظ على ثروتهم أو زيادة رأس مالهم، وكل من هذه الأهداف يتطلب استراتيجية مختلفة للغاية.
المستثمرون الراغبون بالدخل يركزون على شراء واختيار الاسهم في الشركات التي تدفع أرباحًا جيدة بانتظام. وفي الغالب تكون هذه الشركات قوية ولكن نموها منخفض نوعاً ما.
أما المستثمرون الذين يهدفون إلى الحفاظ على الثروة فليس لديهم الرغبة بتحمل المخاطر، إنهم يفضلون الاستثمار في الشركات المستقرة
أما عن المستثمرين الباحثين عن زيادة رأس المال فهم على استعداد لتحمل درجة أعلى من المخاطرة لتحقيق مكاسب كبيرة.
اقرأ ايضاً: انهيار سوق الأسهم بين الماضي والحاضر
خلاصة القول
يمكن للمستثمرين استخدام بعض الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، حسب هدفهم من الاستثمار، حيث يمكن للمستثمر المبتدىء تخصيص جزء صغير من محفظته لتنمية الأسهم أما المستثمر الأكثر جرأةً فيمكنه تخصيص جزء من محفظته للأسهم الممتازة ليظل في مأمن من أي خسائر، وهناك من يستخدم كل هذه الاستراتيجيات مجتمعة وهنا ربما يكمن سر الاستثمار الناجح، بالتنويع!