العودة للخلف

ماذا تعرف عن السلع المعمرة والغير معمرة؟

ماذا تعرف عن السلع المعمرة والغير معمرة؟

السلع المعمرة : هي السلع التي يشتريها المستهلكون بهدف الاستهلاك طويل الأمد (3 سنوات فأكثر)، أي أنها سلع يمتد استهلاكها لعدة اعوام دون أن تفقد قيمتها الحقيقية أو المنفعة المرجوة منها في وقت قصير، وعادة ما يكون الحد الأدنى لاعتبار هذه السلع معمرة هو بأن تكون قابلية الاستفادة منها لأكثر من سنتين، ومن أشهر الأمثلة الواضحة على السلع المعمرة الأثاث المنزلي والعقارات والأراضي.

أما السلع غير المعمرة فهي ماتُدعى بالسلع الاستهلاكية، وهي تشرح نفسها بنفسها من اسمها، أي أنها سرعان ما يتم استهلاكها على المدى القصير وتفقد قيمتها نتيجة لهذا الاستهلاك، كالمنتجات الغذائية والوقود وماشابههما.

ووفقًا لمكاتب التحليل الاقتصادي، فهناك ثلاثة أنواع من السلع :

1- السلع الاستهلاكية المعمرة: هي السلع التي يشتريها المستهلكون العاديون ويقتنيها الأفراد والأسر وتشمل الأثاث والسيارات والإلكترونيات والأمتعة والكتب والمعدات الرياضية.

2- السلع المعمرة في قطاع الأعمال: هي السلع المعمرة التي تستخدمها الشركات كالأجهزة والمعدات الصناعية والآلات والأجهزة الكهربائية ويدخل ضمن هذا التصنيف أيضًا القوارب والشاحنات والحافلات والطائرات.

3- السلع غير المعمرة: هي السلع ذات معدل الاستهلاك العالي والسريع أي أنها تدوم أقل من ثلاث سنوات بشكل وسطي، ​​وتشمل سلعًا مثل الطعام والملابس والتبغ ومنتجات العناية الشخصية وما إلى ذلك.

ماذا عن مؤشر طلبات السلع المعمرة؟

مؤشر طلبات السلع المعمرة هو تقرير شهري يوضح مبيعات السلع المعمرة خلال الشهر السابق، يقيس هذا المؤشر حجم طلبات السلع المعمرة أو السلع التي يبلغ عمرها الافتراضي ثلاث سنوات أو أكثر.

يعتبر تقرير السلع المعمرة مؤشراً رئيسياً للنشاط الصناعي، فزيادة الطلب تقتضي بالضرورة إنتاج قطع جديدة من قبل المصنعين وزيادة إنتاجهم يعني زيادة دخلهم الذي يعتمد في هذا الجانب على القدرة الشرائية للمستهلكين، وهذا سبب تركيز المحللين الماليين والاقتصاديين على مؤشر السلع المعمرة بشدة لأن اقتناء هذا النوع من المشتريات يتطلب إنفاق مبالغ مالية كبيرة من قبل المستهلكين، وعليه فإن قدرتهم على هذا النوع من الإنفاق تعكس بشكل مباشر القوة الشرائية لديهم.

ما الذي يحرف مؤشر طلبات السلع المعمرة؟

تعتبر طلبات السلع المعمرة مؤشرًا اقتصاديًا رئيسيًا للمستثمرين ورجال الأعمال الذين يهمهم مراقبة اتجاهات الاقتصاد، ونظرًا لأن الأسعار في القطاع الاستثماري تتفاعل مع النمو الاقتصادي، فمن المهم للمستثمرين أن يكونوا قادرين على التعرف على هذه الاتجاهات، وهنا يمكن لمؤشر طلبات السلع المعمرة أن يوفر معلومات حول مدى مشغولية وازدحام المصانع في المستقبل وما إذا كانت ستحتاج على الأرجح إلى توظيف عدد أكبر أو أقل من الموظفين لتجاوز أعباء العمل الحالية.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن مؤشر ثقة المستهلكين؟ 

من ناحية أخرى فلبعض الصناعات طبيعة خاصة من الممكن أن تؤدي لانحراف النتائج فالطائرات مثلاً وعلى وجه الخصوص لا يتم شراؤها عادة على أساس شهري منتظم من قبل شركات الطيران والجيش، وبدلاً من ذلك تميل إلى أن تكون طلبيات شراؤها كبيرة ولاتتبع تكرار معين مما يمكن أن يحرف النتائج فإذا جاء طلب كبير لبعض هذه العناصر خلال شهر واحد، فقد يؤدي ذلك إلى تحريف النتائج بين شهرٍ وآخر. لهذا السبب، سينظر العديد من المحللين في طلبيات السلع المعمرة، باستثناء قطاعي الدفاع والنقل مما يضعنا أمام مؤشر طلبات السلع المعمرة الأساسي.

علاقة مؤشر طلبات السلع المعمرة بالوضع الاقتصادي

إن السلع التي تعتبر مشتريات طويلة الأجل والتي من المتوقع أن تدوم للمستهلك لمدة ثلاث سنوات على الأقل عادة ما يتم شراؤها من قبل الشركات والمستهلكين عندما يكون الوضع الاقتصادي مستقراً، أي إذا كان الاقتصاد يعمل بشكل جيد، سيكون هناك ارتفاع في بيع السلع المعمرة واستقرار عام في الاقتصاد وسيمكن للمستهلكين تحمل نفقة شراء هذه السلع.

أما عندما يكون الوضع الاقتصادي غير مُطمئن، أي هناك ركود اقتصادي فلا يكون للمستهلكين ثقة في الاقتصاد مما سيؤدي لقلة مبيعات السلع المعمرة، وهنا سيفضل المستهلكين العزوف عن الشراء والاستثمار في هذه السلع، وفي أكثر الأحيان إن هذا الانخفاض في بيع السلع المعمرة يعتبر مؤشرًا على الانكماش الاقتصادي.

غالبًا ما يكون تقرير السلع المعمرة قادرًا على اكتشاف التغيرات في الاقتصاد حتى ستة أشهر مقبلة، فقد يشير انخفاض الطلبات إلى تباطؤ اقتصادي وانخفاض في العملة، في حين أن زيادة الطلبات قد تشير إلى التوسع وارتفاع في قيمة العملة.

علاقة مؤشر طلبات السلع المعمرة بالاستثمار

نظرًا لأن أسعار الاستثمار هي انعكاس للنمو الاقتصادي، يستخدم المستثمرون طلبات السلع المعمرة وغيرها من المؤشرات لتحديد توجهات السوق. حيث إن طلبات شراء الآلات الصناعية يمكن أن تقدم صورة مستقبلية إلى مدى نشاط القطاع الصناعي في الفترات القادمة، والطلبات المقدمة في الأشهر الحالية يمكن أن تكون دلالات إلى صناعات مزدحمة خلال الأشهر القليلة القادمة، هنا نستنتج أن مؤشر طلبات السلع المعمرة يتفوق على معظم المؤشرات الأخرى في فهم طبيعة وصورة سلسلة التوريد، وهذا ما يعتبر مفيدًا جدًا في مساعدة المستثمرين على فهم أرباح الشركات في مختلف مجالات الصناعة، من التصنيع التكنولوجي إلى الآلات والمعدات والتجهيزات.

اقرأ أيضاً: الدورة الاقتصادية: ماذا تعني و ماهي مراحلها وأين نحن منها؟

نستنتج  مما سبق أن طلبات السلع المعمرة تعطي فهماً شاملاً لقطاع التصنيع، والذي يعتبر قطاعاً رئيسياً في الاقتصاد، ولدقة هذا التحليل والقراءة عادة ما يستخدم المستثمرون والمحللون بيانات سابقة لعدة أشهر بأخذ المتوسط الحسابي لها لتعطي صورة أكثر واقعية وأفضل من مجرد استخدام بيانات شهر واحد.

هل يتأثر قطاع السلع المعمرة بحركة النمو الاقتصادي بشكل مباشر؟

إن أي تغيرات في السوق ستؤثر حكماً على معظم قطاعات الصناعة، وبحال حصل ركود أو بطىء في النمو الاقتصادي فبالتأكيد سيشكل هذا مصدر قلق كبير للشركات المصنعة للسلع المعمرة، وذلك لخصوصية هذه السلع على وجه التحديد، لأن أسعارها باهظة وأغلى من غيرها من السلع إضافة لكون عمليات شراؤها غير منتظمة وهذا ما يستدعي المزيد من التحوط من قبل مصنعي هذه السلع والقائمين على صناعات السلع المعمرة.

وفي الحقيقة إن مصدر القلق ليس فقط بسبب طبيعة استهلاك هذه السلع، أو لكون المستهلكين يقومون بشراء السلع المعمرة بتكرارية أقل من السلع الأخرى، بل هناك عامل إضافي تقديري يخضع لعادات الإنفاق لدى المستهلكين، ففي كثير من الأحيان يفضل المستهلكون الإبقاء على الثلاجة أو التلفزيون أو السيارة أو جزازة العشب إلى أن تنتهي فعاليتها تماماً وتصبح بحاجة ماسة إلى الاستبدال بقطعة جديدة.

في كثير من الأحيان، سوف يتطلع المستهلكون إلى استبدال هذه العناصر فقط عندما يكون لديهم نقودًا فائضة، و في بعض الثقافات الاقتصادية من المرجح أن يتحمل المستهلكون وجود السيارة القديمة ولا يتطلعوا إلى التبذير في شراء سيارة جديدة انطلاقاً من مبدأ الادخار وخصوصاً بحال كان مؤشر ثقة المستهلك آخذاً في الانخفاض.

هل ترى أي فرصة للتداول؟ قم بفتح حسابا للتداول الآن!

 

هل ترى أي فرصة للتداول؟

افتح حسابك الآن

تابعونا عبر السوشال ميديا

أحدث المقالات

  • رموز العملات
  • أونصة الذهب
  • اقتصاد مصر
  • شراء الأسهم